الجزائر

إنهم يقتلون في فلسطين أيضا؟!



أين الفضائيات المصفقة للثورات، المنادية بالتغيير في الشارع العربي مما يحدث في فلسطين؟!الطائرات الإسرائيلية ما زالت تقصف في غزة، ومازال الفلسطينيون يُقتلون يومياً في شوارع هذه المدينة، التي تحمل وحدها من المظالم ما يعادل أضعاف ما ألحقه بشار بسوريا من مجازر.
ليس وحده بشار من يقتل في هذه الجهة من المعمورة التي لم تعرف يوما الاستقرار منذ فجر التاريخ. لكن لم يعد هناك من يدين جرائم إسرائيل، فقد وجدوا حجة للتستر عليها في الخراب الذي تعيشه مدن عربية، على غرار حمص والقاهرة وصنعاء وغيرها.
لا أقول هذا للتقليل مما يمارسه بشار الأسد من مظالم في حق شعبه، لكن من حق الفلسطينيين أن يعرف العالم ما تلحقه بهم إسرائيل من تقتيل ومظالم، أم أنه لا بد من عمليات كعملية الرصاص المصبوب التي تحل اليوم ذكراها الثالثة، لنلتفت إلى هذه الجهة؟!
إنها الفرصة الذهبية التي وجدتها إسرائيل لتقتل كيفما شاءت، وتهدم البيوت كيفما شاءت على رؤوس الفلسطينيين، ولتبني المزيد من المستعمرات، وتقلع المزيد من أشجار الزيتون، وتزيد تخريبا على تخريب في ممتلكات الفلسطينيين، ما دام العالم لديه ما يلهو به، لديه مجازر بشار، ومحاكمات مبارك وأبنائه ولديه صورة الثياب الداخلية للفتاة المصرية التي عراها الجيش في شوارع القاهرة.
لدى المدافعين عن حقوق الإنسان ما يكفيهم من قضايا وملفات تستوجب إدانتها، ولا بأس أن تقتل إسرائيل في فلسطين الأطفال، والشيوخ والنساء، لأنها إسرائيل المحمية من طرف كبار العالم، وممن لديهم عقدة ذنب من محارق النازية.
أم أن العالم اكتشف اليوم أن الدم السوري أغلى من الدم الفلسطيني المستباح منذ عقود من الزمن؟!
نعم لإدانة ما يقترفه بشار من مجازر، ولإدانة تمسكه هو وغيره من أنظمة العار بالحكم حتى ولو اضطره ذلك أن يفعل بدمشق ما فعله نيرون بروما، لكن للجرح الفلسطيني حقه علينا من قول كلمة حق.
أم أن الحديث عن القضية الفلسطينية لا يزيد في رصيد مالك الجزيرة، الذي اختار الطرف الصديق في هذا الصراع الأزلي؟! اختار إسرائيل التي خصص لها مبالغ موجهة لبناء مستوطنات جديدة، الطريق الوحيد الذي يوصله إلى قلب حكام أمريكا لكي يرضوا عنه، وينصبوه أميرا على العرب! فلسطين بالنسبة إليه قضية خاسرة لا تدر مكاسب، وهو التاجر الشاطر، الذي لا مذهب له ولا ملة إلا الدولار وصحبة “أخيار” العالم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)