إنها لغة المقابر يا سانغور!!؟

أشعر بالتفاؤل على مستقبل اللغة العربية في الجزائر كلما حضرت جنازة رسمية, وأحمد الله جل وعلا على واسع نعمه وجزيل أفضاله وأشكر مسؤولينا على مختلف مستوياتهم على إبقائهم العربية عالية شامخة وحيدة فريدة في مقابرنا, إنها نعمة علينا ذكرها لهم ومن لا يذكر فضل الناس لا يذكر فضل المولى... نعم إننا بعد خمسين سنة من طردنا للاستعمار الفرنسي الغاشم مازلنا نقرأ القرآن بالعربية ونقوم بصلواتنا بالعربية ونتلو ابتهالاتنا أيضا بهذه العربية القادمة من عصور التخلف والانحطاط .. بعد خمسين سنة مازلنا متشبثين بلغة تأبط شرا والشنفرى وبلسان محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ونختارها دون غيرها من اللغات لنقدم بها التعازي لبعضنا البعض ونزف بها أحيانا تهاني العيد... إنه من المجحف حقا إقحامها في الأمور الدنيوية وجعلها لغة تخاطب بين الناس ومن غير المنطقي أن تفرض كلغة وحيدة في الحملة الانتخابية كتشريعيات العاشر ماي القادم... ما الذي حدث لواضعي قانون الانتخابات حتى يقوموا بهذا التصرف الجلل وهذا الحظر المريب للغة الوطنية الأولى في الجزائر, ألا وهي اللغة الفرنسية, لغة إدارتنا ولغة مسؤولينا ولغة التخاطب الوحيدة في أحيائنا الراقية... لماذا نمارس القمع على مسؤولينا ونفرض عليهم لغة هي غير لغتهم ولسانا يستهجنونه ويستهجنون الناطقين به ويحتقرونهم ويسمونهم بالدونية والتخلف, لنتق الله في أنفسنا وفي مسؤولينا المساكين الذين سيجدون كبير عناء في فهم ما يلغط به المرشحون ويرطن به المتنافسون على كراسي البرلمان... على الفائزين في التشريعيات القادمة المطالبة بإلغاء واستبدال المادة المشيرة إلى أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية للدولة الجزائرية لأنه من غير المنطقي ولا الجائز أن تسبق هذه اللغة اللغات الحية الأخرى في الجزائر وخاصة الفرنسية... عليهم تقنينها في المقابر وفي التعازي وبدرجة أقل في المساجد إذن يجب التفكير من هنا فصاعدا في فرض اللغة الفرنسية في خطبتي الجمعة... ما أعظمك يا سانغور حين صرخت أنا فرنسي...