عرفت منذ يومين مدينة العلمة بولاية سطيف، عملية تضامنية واسعة تم خلالها إنقاذ 170 رعية افريقية من الموت وسط الثلوج التي حاصرت الأفارقة في غابة تحولت منذ مدة إلى مخيم للاجئين.أغلبية هؤلاء الافارقة من النساء والأطفال الصغار ينحدرون من مختلف البلدان الإفريقية، استقر بهم الحال بغابة بن بلة الواقعة شمال شرق مدينة العلمة أين نصبوا الخيم، واستولوا حتى على المحلات الخشبية التي أنجزت مؤخرا بغرض تحويل المكان إلى منتجع سياحي، وأضحى المكان مخيما فوضويا للاجئين. ومع تساقط الثلوج والانخفاض الكبير لدرجة الحرارة التي بلغت 7 درجات تحت الصفر لم يتمكن الافارقة من مقاومة هذه الموجة من البرد، بحكم عدم تعودهم على هذه الظروف المناخية. وكادت أن تحدث الكارثة لولا تفطن بعض المواطنين وتدخل رجال الحماية المدنية ومختلف المصالح المشتركة بما فيها مصالح البلدية وبعض الجمعيات المحلية. وانخرط الجميع في عملية تضامنية واسعة سُخرت لها مختلف الوسائل لانتشال الرعايا ونقلهم على الفور إلى مركز الهلال الأحمر بحي مخربش العيد، أين تم إيواؤهم وتزويدهم بالأغطية والأفرشة والملابس مع تسجيل هَبة للمواطنين الذين لم يبخلوا عليهم بمختلف الأطعمة، وتم التكفل بالجميع واستفادتهم من وجبات ساخنة مع إخضاع المرضى منهم للرعاية الطبية. كما تم فتح نقطة مراقبة من طرف مصالح الحماية المدنية والشرطة بجوار المركز مع تجنيد كبير للمتطوعين الناشطين في الهلال الأحمر بالعلمة. وهي العملية التي لاقت استحسان الرعايا، حيث اقتربنا من أحد الأفارقة ويتعلق الأمر بالمدعو عبد القدوس سولي المنحدر من النيجر والذي قدم تشكراته لسكان العلمة ولأعوان الحماية المدنية والشرطة، ويؤكد أنه لولا تدخل هؤلاء لكانت النهاية مأساوية، لأننا يقول عبد القدوس كنا ننتظر الموت مع تزايد كميات الثلوج والحمد لله نحن الآن ننعم بالدفء والأكل الساخن. وأما خديجة من السودان فتقول بأن الشهامة خلقت للجزائريين، فلم يتركونا نموت وتكفلوا بنا وقدموا لنا كل ما نحتاج وزيادة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/01/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق
المصدر : www.horizons-dz.com