الجزائر

إنسانية الإسلام وأحقاد المسيحوية:


.. إنّ القيم الكونيّة وحقوق الإنسان بوجه خاص، لا تنطبق في نظر العالم الذي تحوّل من المسيحية السمحاء إلى المسيحوية الحاقدة والثأرية وقادته المتنفّذين في شؤون الكرة الأرضية على شعوب المنطقة العربية والإسلامية وإفريقيا. إن تلك القيم الروحية والمبادئ الانسانية إنّها تتحوّل إلى عملة مزيّفة في سوق مصالحه الأنانيّة وخداع سياسي لشرائح من النّخب عندنا التي تخلط بين صدقية المبادئ وطريقة توظيفها طيلة القرنين الماضيين وأبعد من ذلك أي منذ محنة الااسترقاق إلى الكولونيالية وسجلّها الإجرامي الثقيل الذي يزيد في بشاعته آلاف المرات على الهولوكوست اليهودي وما سبقه من معاناة اليهود، ولكنّه يا للأسف لم يتعرّض لأيّ محاكمة عادلة داخل البلدان -الضحية ولا في أي محاكم دولية وما أكثرها في بداية هذا القرن، وذلك بعدما يزيد على نصف قرن من تغيير شكل الهيمنة وبقاء أهدافها وأدواتها.إن الأقوى هو الذي يفرض معايير العدل وتعيين من هو المذنب؟ ومن هو البريء؟ يدرك اليوم الكثير من ذوي الضمائر الحيّة أن المسلمين من أي جنسية ليسوا اليهود وليسوا الأرمن، فبعض المتهمين يقبعون في سجن غوانتنامو الرهيب وفي سجون أخرى بعضها في بلادهم بلا محاكمة مثل العراق وغيره منذ أكثر من عشر سنوات. لقد سقط القناع عن وجه تمثال الحرية، والعدالة تلفظ أنفاسها في بلاد العم سام وحلفائه، وقتل الأبرياء بالعشرات من النساء والأطفال ونساء ورجال الإعلام في العراق وأفغانستان وباكستان ليس أكثر من أخطاء جانبية من البلطجية أي المرتزقة، إنّها تطبيقات للهيمنة الوحشية الأمريكيّة “Paxa Americana” من سجل سحق البرابرة لروما القديمة “Paxa Romana”.
قد تلبس السياسة معطف الدين، بل تاجه المسكوني في عاصمته الروحية ولا أحد يحتج أو يعترض على المسيحوية أو تسييس الدين، وخاصة في الدولة التي تتزعم ما تسمّيه الآن اللاّئكية الإيجابية إذا تعلّق الأمر بإسرائيل فقط، وليس بالمسلمين.
ترافع الأحزاب والسلطة في فرنسا عن قيم الجمهورية وكأنها الجمهورية الوحيدة في العالم ومن حقها أن تفرض نموذجها على الآخرين، وكأن بلاد السين مهددة بعودة الملكية كما حدث لها بعد ثورة البوجوازية فيما يعرف بالعودة إلى الأصل أو التصحيح (la restauration) والسلطة الحالية تزايد على حزب لوبان بالضياع في مناظرات جانبيّة، عن الحجاب والبرقع والهوية والإسلام في سيرك سياسي بين اليمين واليسار بينما ترزح بلاد الغال في مديونية تقدّر بألفي مليار أورو حسب السيد فابيوس، رئيس الحكومة السابق من الحزب الاشتراكي، لا يدري الملاحظون في فرنسا نفسها أين يبدأ اليمين المتطرف واليمين الأقل تطرفا...
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)