إنجازات تعزز القطاع والنقابات تتجند لإنجاح الدخول المدرسي

التحق أكثر من 200 ألف تلميذ أمس، بمقاعد الدراسة بمعسكر في ظروف جيدة وجدية عكست السهر المكثف على إنجاح الدخول المدرسي والذي حضر له طيلة الأشهر الماضية هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.سجلت مصالح التربية بمعسكر خلال الموسم الدراسي الجديد 2015-2016، 111762 تلميذ في الطور الابتدائي و63934 تلميذ بالطور المتوسط، إضافة إلى 28371 تلميذ بالطور الثانوي، يؤطرهم 9122 أستاذ موزع على الأطوار الثلاثة فضلا عن التأطير الإداري.ومن أجل تحسين ظروف التمدرس يستعد قطاع التربية بالولاية لاستلام عدة مشاريع في طور الإنجاز وأخرى منتهية من بينها 9 مجمعات مدرسية و9 أقسام توسيعية بالطور الابتدائي و18 قسما توسيعيا بالطور المتوسط، و15 مطعما مدرسيا، و7 متوسطات بكل من قرية زلاقة بمطمور وقرية ويزغت بوادي التاغية ومتوسطة أخرى بمركز بلدية مطمور، دخلت حيز الخدمة بداية من يوم أمس، في حين ينتظر تسليم متوسطة بقرية سيدي أمبارك بعوف، سيدي عبد القادر بن جبار بمعسكر، المدينة بالمحمدية ومقطع دوز بمجرد انتهاء بعض الأشغال الثانوية بها، كما سيستلم قطاع التربية 4 ثانويات لا تزال طور الإنجاز، ويرجح استلامها غضون أسابيع قليلة تزامنا مع الدخول المدرسي.وتستوعب الثانويات المنجزة ببلدية العلايمية، غريس، المنطقة العاشرة بمعسكر وثانوية المدينة الجديدة بالمحمدية، عددا معتبرا من التلاميذ الذين كانوا يتنقلون مسافات بعيدة للالتحاق بمقاعد الدراسة كما ستمكن من تغطية العجز المسجل في بعض الثانويات التي تعرف اكتظاظا في عدد التلاميذ. وفي هذا الشأن ذكر مدير التربية يحيى بشلاغم، أن مسألة الاكتظاظ لم تعد مطروحة بمختلف مؤسسات القطاع بمعسكر، مؤكدا أن عدد التلاميذ في الفوج البيداغوجي الواحد يتراوح بين 25 إلى 30 تلميذا، وهي الأهداف الموضوعية التي حددتها الوزارة الوصية لتحسين ظروف التمدرس والقضاء على نظام العمل بالدوامين حسب نفس المسؤول الذي أكد من جانب آخر رصد اعتمادات مالية معتبرة لتحسين ظروف التمدرس في المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، حيث ستستفيد 12 ثانوية و40 متوسطة، و7 مجمعات مدرسية من عملية ترميم واسعة، كما سيتم تجهيز مخابر الإعلام الآلي من طرف مركز التموين بالوسائل التعليمية وصيانتها، وستستفيد 22 مؤسسة بالتعليم الثانوي من مخابر للإعلام الآلي و5 مؤسسات ستستفيد هي الأخرى من معدات الهندسة الميكانيكية و13 مؤسسة ستستفيد من معدات الهندسة المدنية. أما بطور التعليم المتوسط فقد تم برمجة 51 مؤسسة للإستفادة من مخابر الإعلام الآلي، و38 مدرسة ابتدائية ستستفيد هي الأخرى من مخابر الإعلام الآلي أما بطور التعليم الابتدائي فقد تم برمجة 38 مدرسة ابتدائية للاستفادة من مخابر الإعلام الآلي، وأوضح مدير التربية لمعسكر أن من بين أهداف الدخول المدرسي القضاء على نظام الدوامين في التعليم الابتدائي ومواصلة تعميم أقسام التعليم التحضيري في المؤسسات مع برمجة مجمعات مدرسية في التجمعات السكنية الجديدة وكذا فك الضغط على المؤسسات التي تعاني من الاكتظاظ في السنة الدراسية الحالية وتعويض المؤسسات ذات البناء الجاهز، مع برمجة متوسطات في الأحياء الجديدة ومطاعم مدرسية نمطية لتعويض المطاعم غير النظامية.و فيما يخص العملية التضامنية، أصاف نفس المسؤول أنه سيتم توزيع الكتب المدرسية بالنسبة لأبناء موظفي وعمال قطاع التربية الوطنية والتلاميذ المعوزين وكل تلاميذ السنة الأولى ابتدائي، بالإضافة إلى أقسام التعليم التحضيري، حيث استلمت مديرية التربية بمعسكر ما عدده مليون و300 ألف كتاب خاص بمختلف الأطوار الدراسية، أما ما تعلق بمنحة 3 آلاف دج فقد أحصت المديرية 75 ألف مستفيد، حيث أكد المسؤول وأن العملية تسير في ظروف حسنة وأن المبالغ المالية تم صبها في حساب المؤسسة الممركزة بمتوسطة ماحي محمد بمعسكر.حالة استنفار للأولياء أمام المؤسسات التربويةعلى غرار كل دخول مدرسي، شهدت يوم أمس مدارس معسكر، حالة استنفار قصوى، صنع مشهدها الأولياء أمام مداخل المدارس والمتوسطات مرافقين أبناءهم.وحسب ما استقته «الشعب» في تغطية للحدث على مستوى بعض المؤسسات التربوية، فإن الدخول المدرسي للموسم الحالي جاء في ظروف هادئة ميزها تجاوب نقابات القطاع مع دعوة السلطات إلى التركيز على المصلحة العليا للتلميذ، وكان أول المستجوبين في استطلاع «الشعب»،رئيس الفيدرالية الولائية لأولياء التلميذ بوحلوان، الذي ركز في حديثه على مواصلة الاهتمام بالتلميذ والقطاع في غير مناسبة الدخول المدرسي أو الامتحانات. ودعا بوحلوان رئيس جمعية أولياء التلاميذ إلى تنظيم النقل المدرسي وتعميمه على جميع المدارس والبلديات، موضحا أن النقائص المطروحة في شأن النقل المدرسي لا تتعلق بقلة الحافلات إنما بغياب التنظيم حيث توجه الحافلات لغير وجهتها ودعا ممثل أولياء التلاميذ من جهة إلى توحيد ملف منحة التمدرس وتقليص عدد الوثائق المطلوبة لتكوين الملف موضحا أن بعض الأولياء يجدون أنفسهم مضطرين للتخلي عن المنحة بسبب التكاليف التي يتطلبها إعداد الملف بسبب التنقلات الكثيرة لاستخراج الوثائق، وقد أشار رئيس الفيدرالية الولائية لأولياء التلاميذ أيضا إلى مسألة توجيه التلاميذ من الطور المتوسط إلى الثانوي داعيا مصالح التربية بمعسكر إلى إعادة النظر في الخارطة الجغرافية للتوجيه، حيث يلقى التلاميذ صعوبات في التنقل إلى ثانويات بعيدة عن مقر سكناهم في حالات كثيرة، في نفس الشأن يطرح المشكل بالنسبة للمترشحين لشهادة الباكالوريا بمنطقة عوف وبلدياتها حيث يضطر أبناء المنطقة إلى التنقل مسافات طويلة تقدر بأكثر من 40 كلم لاجتياز الامتحانات، حيث طالب هؤلاء بإدراج مركز امتحان خاص بدائرة عوف لتخفيف عناء التنقل عنهم خاصة في امتحانات مصيرية مثل البكالوريا.النقابات تعمل لإنجاح الموسم الدراسيأما ممثلي نقابات القطاع، فقد استقبلوا الدخول المدرسي بمعسكر، بجدية طبعها تلاحمهم مع المصالح الإدارية المشرفة على القطاع، في وصف يعبر عن النوايا الحسنة للنقابات التي طالما هددت بنسف الدخول المدرسي.وفي حديثه ل»الشعب» قال بشير سكندري رئيس نقابة «إنباف» بمعسكر، أنه « ينتظر أن تبنى شراكة حقيقية بين الإدارة والنقابات لخلق حركية وديناميكية في القطاع»، في محاولة منه إبراز أهمية الدخول في مرحلة جدية يطبعها الحوار والجدية في العمل لتثمين المكتسبات وتحقيق باقي مطالب عمال وإطارات التربية، في حين قال غزالي غشام رئيس نقابة عمال الأسلاك المشتركة لقطاع التربية أن هذه النقابة ستضمن دخول مدرسي مستقر، استنادً للوعود التي تلقتها النقابة من الوزارة الوصية، مشيرا أنه على العموم مشاكل العمال المهنيين مطروحة على المستوى المحلي، وتستدعي الحل الجدي من طرف مديرية التربية، مشيرا أنه ما تزال هناك مشاكل عالقة على المستوى المحلي وهي المشاكل المتراكمة منذ عدة سنوات وتتعلق بالقرارات التعسفية والخروقات القانونية في حق العمال المهنيين.تجنيد ما يفوق 430 شرطي لتأمين الدخول المدرسياتخذت مصالح أمن ولاية معسكر جملة من الإجراءات الأمنية والتوعوية من أجل ضمان أمن وسلامة التلاميذ وحمايتهم من مختلف المخاطر، حيث سطرت لهذا الغرض برنامج عمل خاص، يعتمد على التهيئة الأمنية لمحيط المؤسسات التعليمية حيث تم رفع مجموعة من النقائص في مجال الإشارات المرورية الأفقية والعمودية إلى السلطات المحلية من أجل تداركها، كما قامت ذات المصالح بضمان التغطية الأمنية الشاملة لكل المؤسسات التعليمية الواقعة بإقليم الاختصاص، حيث تم تجنيد 432 شرطي عبر مختلف المؤسسات، يسهرون عل سلامة التلاميذ والطاقم التربوي، كما يقومون بتسهيل حركة المرور أثناء دخول وخروج التلاميذ، بالإضافة إلى تكثيف الدوريات التي يشرف عليها رؤساء المصالح والإطارات التابعة لهم من أجل تأمين محيط المؤسسات، أما فيما يخص المجال التوعوي، فقد سطرت مصالح أمن الولاية برنامج تحسيسي وتوعوي بالتنسيق مع مصالح التربية يهدف إلى تلقين التلاميذ دروس حول السلامة المرورية والوقاية من الآفات الاجتماعية كمخاطر استعمال الانترنيت والمخدرات، وسيستمر العمل بهذا البرنامج طيلة الأسبوعين الأولين من الدخول المدرسي.