إنتاج البذور عوض الحبوب الموجهة للاستهلاك

طمأن الأمين العام للغرفة الفلاحية لولاية الجزائر، حميد برناوي، الفلاحين والمهنيين، بتوفر البذور والأسمدة، لمباشرة حملة الحرث والبذر المرتقبة هذه الأيام، وبكميات هامة على مستوى التعاونيات الفلاحية، ومختلف نقاط بيع المواد الأولية، التي تدخل في إنتاج الحبوب، ومختلف المنتجات الفلاحية الأخرى.أوضح برناوي في تصريح خص به "المساء"، أن ولاية الجزائر، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية، اعتمدت طريقة جديدة في شعبة الحبوب، هي الأولى من نوعها، تتمثل في توجيه الفلاحين نحو إنتاج البذور عوضا عن إنتاج الحبوب الموجهة للاستهلاك.
وأرجع المتحدث ذلك إلى محدودية المساحة المخصصة لزراعة الحبوب الموجهة للاستهلاك، والمقدرة بحوالي 1920 هكتار؛ إذ تعطي مردودا ضئيلا؛ كونها تتم في مستثمرات فلاحية لا تتوفر على مياه، وتستدعي التوجه نحو إنتاج البذور الموجهة للتكثيف، عوضا عن البذور الموجهة للاستهلاك بمردود ضعيف.
وذكر برناوي أن الفلاح الذي يتبنى التوجه الجديد الذي ستعتمده مصالح الفلاحة، سيستفيد من عدة مزايا، تتمثل في اعتماد مسار تقني محدد، بالإضافة إلى العلاوات والامتيازات المقدمة من قبل وزارة الفلاحة، وتحسين المردودية، التي قد تصل إلى 45 قنطارا في الهكتار، فضلا عن تزويد الولايات المجاورة بالبذور.
وفي هذا الصدد، تباشر غرفة الفلاحة لولاية الجزائر، في الأيام القليلة المقبلة، دورات تكوينية وإرشادية للفلاحين الراغبين في الانخراط في هذا المسعى؛ من أجل توجيههم، وتمحيص المنتجين الذين لديهم المؤهلات التي تسمح لهم بالاستفادة من هذا التوجه.
ويُعد توفر المياه والمساحة، حسب برناوي، شرطين أساسيين لذلك، فضلا عن تكوين الفلاحين المعنيين؛ لاحترام المسار التقني لهذه العملية؛ للحصول على إنتاج بذور ذات جودة ونوعية، خاصة أن ولاية الجزائر لم تتجاوز 182 هكتار في ما يخص المساحة الموجهة لتكثيف البذور؛ إذ تسعى الغرفة الفلاحية لرفعها إلى حوالي 70 ٪ على الأقل، من المساحة المخصصة للحبوب.
وأشار المسؤول، من جهة أخرى، إلى تحسيس الفلاحين ومنتجي البذور، بالتوجه إلى الحرث المبكر الذي تراجع هذا الموسم نتيجة قلة تساقط الأمطار، وتأخرها، مشيرا إلى أن التحضير لحملة الحرث والبذر ينطلق مبكرا؛ من خلال توفير كل الظروف الملائمة لإنجاحها.
وسيستفيد الفلاحون، يضيف محدثنا، طيلة حملة الحرث والبذر، من المرافقة التقنية؛ حيث شرع عدد من الفلاحين وأصحاب المستثمرات الفلاحية بالعاصمة، في عملية الحرث المبكر، وتهيئة التربة؛ استعدادا لانطلاق حملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2023 2024.