حققت شعبة إنتاج الزيتون خلال الموسم الحالي 2019-2020 حتى الآن إنتاجا معتبرا يقدر بأكثر من 3ر10 مليون قنطار في ضل نقص قدرات التخزين والحفظ ما يرهن حظوظ هذه الشعبة في رفع تحديات التصدير. ويهتم المهنيون الناشطون في هذه الشعبة الحيوية بمشاريع تثمين المنتوج في مجال الحفظ والتسويق، سيما أن الشعبة قطعت أشواطا معتبرة في مجالات المتابعة التقنية والمرافقة من طرف المعاهد المتخصصة التابعة لقطاع الفلاحة. وفي هذا المجال يرى صاحب مؤسسة لإنتاج الزيتون وزيت الزيتون بولاية البويرة السيد أحمناش نور الدين، أن هيكلة وتنظيم السوق في هذه الشعبة يعد جد ضروري، ما يسمح بالحفاظ على القدرة الانتاجية لهذه المؤسسات، ويحافظ على نشاطها. وبالنظر الى كميات الانتاج المعتبرة تعرف أسعار هذه المادة تراجعا منذ شهر فبراير الماضي، بحسب المتحدث، والتي تتراوح بين 600 دج و 800 دج /لتر، الأمر الذي يهدد استمرارية الفلاحين في هذا النشاط. ويقول محدثنا: " هناك وثبة في الانتاج، لكن يبقى مشكل نقص إمكانيات الحفظ مطروحا، لا يمكننا تخزين أزيد من 50 ألف لتر ".وأكد المتحدث على ضرورة مساعدة الفلاحين في عمليات تخزين وحفظ هذه المادة الحساسة حفاظا على قيمتها الغذائية إلى غاية بحث حلول لتصديرها نحو الخارج. وحسب المتحدث فإن نوعية الإنتاج خلال الموسم الجاري تتطابق مع المعايير الدولية المعمول بها، حيث تحافظ مادة زيت الزيتون على درجة حموضة في ادنى مستوياتها، إلى جانب نوعيات عديدة من مادة الزيتون. من جانبه تطرق صاحب مؤسسة لتحويل وحفظ مادة الزيتون والفواكه والخضر السيد صانع امحمد إلى ضرورة انشاء تعاونيات في الشعبة تساهم في حشد كميات معتبرة من زيت الزيتون توجه للتصدير. وحسب المتحدث فإن المؤسسات الوطنية تعمل على ابرام اتفاقيات مع مخابر خاصة تتكفل بمتابعة وتحديد الجوانب التقنية للمنتوج وتحديد مكوناته. وحسب نفس المتحدث فإن المستهلك بات "اكثر وعيا" حاليا بمواصفات الزيتون الممتاز والبكر والنقي والمكرر وغيرها من الانواع الأخرى . ويعول المهنيون على اللقاء الأخير الذي جمعهم بوزير التجارة قصد بحث سبل تصدير المنتوج نحو الخارج، وهيكلة السوق محليا. ويؤكد السيد صانع أن الولوج الى السوق الدولية يتطلب تكييف مسار الانتاج و التحويل وفقا للمعايير التقنية و الصحية المعمول بها دوليا.الجودة مرهونة بمدى احترام تقنيات الجني والحفظ
من جانبها أوضحت رئيسة مصلحة الانتاج بالمعهد التقني للأشجار المثمرة والكروم بيرام فهيمة أن جني الزيتون باللون الأخضر البنفسجي المائل للأسود سينتج زيتون من النوعية الرفيعة، كما أنه من الأفضل تخزين الزيتون في صناديق معقمة وفي درجة حرارة منخفضة. ويؤثر تخزين الزيتون لفترة طويلة وفي أكياس بلاستيكية على نوعيته كما يقلل من قيمته الغذائية، مؤكدة أنه "لا ينبغي ترك الزيتون أكثر من 72 ساعة قبل عملية العصر، و كلما تعدى الحفظ هذه المدة كلما ارتفعت نسبة الحموضة وتراجعت قيمته الغذائية".وتنتج شجرة الزيتون عدة انواع من الزيوت منها البكر (الممتاز بحموضة أقل من 8ر0 في المائة والعادي بحموضة أقل من 2 في المائة) والنقي (أو الصافي) والمكرر، بحيث تحتوي على عدة فيتامينات ومعادن ضرورية للجسم. وتحتاج شجرة الزيتون إلى الكثير من الاهتمام حتى تستمر في العطاء بالجودة المطلوبة، من خلال صيانة البساتين والقيام بعمليات الإخصاب والتشذيب والحرث ومعالجات الصحة النباتية والري، وغيرها من التقنيات التحضيرية ما بين المواسم. وتؤكد المتحدثة : "فترة الجني يجب القيام بها في مرحلة عندما تكون الثمار خضراء و تميل إلى الأرجواني والتخزين في صناديق و العصر في اقرب وقت". وتشارك الجزائر حاليا للمرة الثانية وفق السيدة بيرام في المسابقة الدولية "ماريو سولنلس" لزيت الزيتون البكر الممتاز في طبعة 2019 /2020 من طرف 5 متعاملين محليين من عدة ولايات. ويترقب المهنيون الموعد السنوي لإقامة الصالون الدولي لشعبة الزيتون شهر مارس الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري، والذي سيشهد حضور قوي للمهنيين والمختصين في الشعبة من الجزائر وخارجها.
شعبة الزيتون تساهم ب 5 بالمائة في قيمة الانتاج الفلاحي
وحسب آخر الاحصائيات بلغ الانتاج الوطني من مادة الزيتون لموسم 2019 /2020 حتى الآن نحو 10 مليون و380 ألف قنطار، مقابل كمية تقدر ب8 مليون و687 ألف قنطار موسم 2018 /2019 ، حسبما أفاد به لواج مدير ضبط الانتاج الفلاحي وتطويره بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، السيد محمد خروبي. ومن بين الكمية الاجمالية للموسم تم انتاج 3 مليون و200 ألف قنطار من زيت المائدة و 7 مليون و200 ألف قنطار من زيت الزيتون. وتساهم شعبة الزيتون وفق السيد خروبي، بنسبة بالمائة في قيمة الانتاج الفلاحي الاجمالي التي قاربت 3.200 مليار دج (حوالي 30 مليار دولار) حسب احصائيات سنة 2018. وعرفت مساحات غرس أشجار الزيتون تطورا معتبرا حيث انتقلت من 168 ألف هكتار سنة 2000 الى قرابة 480 الف هكتار موسم 2019/2018،حسب نفس المسؤول. وتضم هذه المساحات 59 مليون شجرة بمعدل مردودية يبلغ قرابة 23 لتر في القنطار الواحد. وبخصوص انتاج زيت الزيتون ، تم الى غاية اليوم انتاج كمية تبلغ 1 مليون و456 ألف هكتولتر، مقارنة ب 1 مليون و35 ألف هكتولتر في الموسم السابق. وتتصدر ولايتي بجاية وجيجل ترتيب الولايات المنتجة لزيت الزيتون تليها ولايات تيزي وزو وتلمسان والبويرة والمسيلة وميلة. أما فيما يتعلق بالولايات الرائدة في انتاج زيتون المائدة، أفاد نفس المصدر، أن ولايتي معسكر وغليزان يتصدران الترتيب تليهم ولايات تلمسان ومستغانم وباتنة. وتتواجد على المستوى الوطني 1.700 معصرة زيتون وحوالي 300 مصنع متخصص في تعليب مادة الزيتون.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/03/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : القسم الاقتصادي
المصدر : www.elmouwatan.com