الجزائر

إن لم تستح.. افعل ما شئت!؟



إن لم تستح.. افعل ما شئت!؟

كثرت السكاكين التي تذبح الجزائر هذه الأيام، بيد المملكة العربية السعودية، آخرها ما جاء في خبر نشرته “الفجر” في عدد الثلاثاء، وتداولته مواقع وصحف وطنية، وهو أن السعودية وضعت الجزائر في القائمة السوداء للدول الداعمة للإرهاب؟!إن لم تستح “افعل” ما شئت، وإلا بماذا أصف وقاحة كهذه؟ كيف تجرؤ المملكة على فعل هذا؟ وضد من؟ ضد الجزائر التي عانت من الإرهاب ودفعت ثمنه غاليا؟عندما كانت الجزائر تدفع ثمن التطرف الوهابي على أرضنا الطيبة، كانت المملكة وقتها لا تمول فحسب الإرهاب العابر للقارات، في أفغانستان ومصر وفي الجزائر وأينما حلت هذه الآفة، بل أيضا كانت تزوده بالفتاوى والمرافقة الإعلامية.ألم تكن جحافل الوهابيين والتكفيريين وكل من له صلة بالإرهاب، تقف يوميا أمام سفارة المملكة في أعالي حيدرة، تستلم الأموال والتوجيهات؟هل تابت المملكة اليوم؟ لكن بعد ماذا؟ بعد أن زرعت الرعب في الكرة الأرضية. فليس هناك بلد لم يذق نار الإرهاب الأصولي الذي رضع من ضرع المملكة مالا وإيديولوجية.لا أقول كلاما من فراغ، فمنذ بضع سنوات أقرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أمام الكونغرس، معلقة على القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى “نحن من صنعنا هؤلاء، بتمويل وإيديولوجية سعودية، واليوم نحاربهم في باكستان وأفغانستان(...)”!هل هناك دليل أقوى من هذا؟ شركاء السعودية في الإرهاب أمس، هم من كشفوا المستور. لا لم تتوقف المملكة عن زرع الإرهاب وتمويله، فما تفعله في اليمن وفي سوريا باسم دعم الثورة أحيانا، ومحاصرة المد الشيعي أحيانا أخرى، لا يقل خطورة.لا! لم تتب المملكة، وغيرت التسمية فقط، سابقا كانت تدعم التيار السلفي والقاعدة، واليوم تدعم جبهة النصرة وتنظيمات أخرى بمسميات أخرى، والعريفي والزنداني حاضران لإعطاء الغطاء الديني لما تقوم به المملكة من عبث في العالم باسم الدين.توضأوا واغتسلوا وتمضمضوا قبل أن تذكروا الجزائر بسوء، فالجزائر التي تتهمونها بأنها لم تحترم القرارات الدولية لمكافحة الإرهاب وتبييض تمويله، هي التي فرضت على الأمم المتحدة تبني هذه القوانين، وهي التي اشترطت عدم دفع الفدية في حالة اختطاف الرعايا والسياح، حتى أنها لم تفاوض ولم تدفع الفدية عندما اختطف إرهابيون سفيرنا بمالي وعدد من الديبلوماسيين ودفع السفير وديبلوماسي آخر حياتهما في هذه العملية.الكل يعرف أن السعودية لم تستسغ أن الجزائر وقفت ضد مشروعها في سوريا ورفضت المشاركة في عاصفة “الحزم” التي شنتها على اليمن، ودمرت بنيته التحتية وقتلت الآلاف من الأبرياء باسم الدفاع عن الشرعية. فسبق وحرضت موريتانيا، عند زيارة رئيسها في بداية شهر أفريل إلى المملكة وانتهت العملية بطرد المستشار الأول في سفارتنا بنواقشوط، كما منعت طائرة الخطوط الجوية في استعمال أجوائها لنقل الجزائريين العالقين باليمن بعد العدوان، والمعتمرين الذين بقوا عالقين أيضا بجدة، وها هي اليوم تصعد من عدوانها ضد بلادنا، لكن هذه المرة لأسباب مثيرة للضحك والسخرية، لسذاجتها، ولأنها تنم عن تهور من يقف وراء هذا القرار. فهل حقا الملك هو من يقف وراء هذا القرار أم ترك الأمر لابنه “المراهق” السياسي؟!لن أنسى الإعلام الفرنسي، وما جاء أمس في صحيفة “لوفيغارو” اليمينية، التي وصفت الإرهابيين الذين قضى عليهم الجيش أول أمس، في جبال البويرة، بأنهم “مناضلون”، مناضلون من أجل أية قضية؟ ربما من أجل المصالح الفرنسية في الجزائر. أم أنه عندما يضرب الإرهاب في فرنسا ويستهدف فرنسيين يسمى إرهابا، وعندما يستهدف الجزائر والجزائريين، تتغير المفاهيم ويصبح هؤلاء مناضلون؟!مازال العالم بأسره فريسة للإرهاب الأعمى. لِمَ لم نتفق على مفهوم للإرهاب ومن يموله ومن يستفيد منه ما دمنا لا نحترم ضحاياه!؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)