الجزائر

إلى متى الاستهتار ؟



يقول المثل «الوقاية خير من ألف علاج» و يصبح هذا المثل أكثر واقعية عندما يتعلق الأمر بمواجهة جائحة كورونا التي تصنع الحدث و تحدث حالات الإصابة والوفيات يوميا بإعداد خطيرة عبر العالم بما في ذلك الجزائر التي تسجل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع أرقاما قياسية من حالات الإصابة التي تجاوزت ال 500 إصابة جديدة يوميا ليتجاوز العدد الإجمالي للإصابات العشرين ألف حالة إصابة ،و إن كان لنا لنقف عند أسباب الارتفاع الخطير للمصابين فإننا نجد في مقدمتها لامبالاة واستهتار المواطن بإجراءات الوقاية وعدم التزامهم بقيود الحجر الصحي من تعقيم للأيدي والنظافة وارتداء قناع الوجه الواقي واحترام التباعد الاجتماعي لكسر مسار انتقال العدوى وظهور حالات جديدة هذا من جانب المواطن الذي ينصح بتجنب التجمعات لقطع الطريق على المزيد من الإصابات،و من ناحية ثانية فإن من الأسباب المباشرة لارتفاع حصيلة المصابين بكورونا يرجع أيضا إلى تخفيف إجراءات الصرامة وفرض تطبيق القانون مما تسبب في تسيب و تهاون المواطنين خاصة في ارتداء قناع الوجه و تجنب التجمعات ،و إقبالهم على الازدحام في أماكن كثيرة متجاهلين الوباء والحجم الحقيقي للجائحة و أبعادها الخطيرة ،و انقطاع حملات التعقيم وتطهير المدن والأحياء حيث أن كل هذه العناصر ساهمت في ارتفاع خطير للإصابات بكوفيد 19 و تسجيل أرقام مخيفة ،و يبقى المطلوب اليوم العودة إلى تعقيم الأحياء والمدن وتشديد العقوبات على المخالفين لقوانين الحجر الصحي ،هذا إن كنا نسعى جديا إلى الخروج من منطقة الخطر الحمراء فيما يتعلق بعدد المصابين الجدد ،و مقابل هذا يتطلب الأمر مرة أخرى دعم السلك الطبي بما يتيح له مواجهة الأعداد الكبيرة الجديدة لحالات الإصابة و هنا تكون الوقاية الحقيقية وبداية الخروج من المرحلة الحرجة لتفشي فيروس كورونا .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)