الجزائر

إلى شافيز وهيسل



إلى شافيز وهيسل
هذه الرسالة وصلتني على بريدي الخاص من قارئ ولأهميتها أنشرها كما جاءت
منذ أيام قليلة قرأت لكم العمود الخاص بفقيد البشرية الرئيس الفنزويلي الراحل ”هيغو شافيز” واستوقفني وصفكم له ”بالزعيم العربي بامتياز” فقلت: متى كان شافيز عربيا؟ لكن بعد تفحص المقال وربطه بكفاح الرجل وإخلاصه أدركت أن الصداقة والأخوة الحقة هي مناصرة وصدق ووفاء تسمو، خاصة عند الشدائد والمحن، على رابطة الدم أو المصاهرة ولا تنحصر في حدود جغرافيا وطن ما.
ونظرا لما تقدم ولتشابه مسار شافيز والمقاوم الفذ ستيفان هيسل كتبت الموضوع التالي الذي آمل أن يجد حيزا للنشر في صحيفتكم الموقرة تاركا لكم فضل عنونته أيضا. وإن قررتم غير ذلك فيكفيني شرفا أن تقرأوه ولكم كل الشكر والتقدير.
أنا واحد من العرب الكثر الذين أحدث فيهم فصل ”الدمار العربي” انكسارا ومساءلة لمنظومة القيم التي سباها عهر سياسي وفساد سري وعلني فتح أمصارنا على فوضى عارمة وعلى أفق موحشة الظلمة.
في الأثناء، قرر ستيفان هيسل وهيغو شافيز وضع بصمة الوداع على هذا الشوط الزمني الذي يرغم العظماء على الانسحاب في هدوء لأنهم أبوا أن يكونوا شهداء على حال ليس كمثله شيء في المظالم والكبائر وقد طالت الشرفاء في عرضهم ووجودهم كما نهبت لقمة العيش الحلال، من أفواه البسطاء.
بين هيسل وشافيز إيمان راسخ والتزام صادق بقضايا العدل والحرية والمساواة التي قررا أن يعيشا لأجلها أو أن يموتا دونها بصرف النظر عن الأعراق والألوان والأجناس، فكان شافيز صديق العرب وغير العرب من المضطهدين في الأرض كما كان هيسل، صوت من لا صوت له وضميرا حيا يفضح عورة الظالمين ويلاحق كاللعنة الجائرين أيا كانوا وحيثما ثقفوا.
بين هيسل وشافيز استقامة خُلق ونظافة قلب وجيب وبينهما أيضا صدق لسان وعدل وإحسان. كم أشتاق إليهما وأنا في وطن يأتي أهله الأخلاق من دبر، يحاربون الأكفاء تهميشا وغدرا ويقتلون الأنقياء الأتقياء جهارا نهارا.
بين هذين الرمزين وبيننا، بون شاسع وبعد السماء عن الأرض، لأن بني جلدتنا تلبّسهم حقد دفين على مواطنيهم الصالحين والمقتدرين وتمكّنت الشهوات الرخيصة من قلوبهم فانصرفوا منذ أمد للنهب ولقطف رؤوس أينعت علما وتميزا.
بنو جلدتنا ممن مكّنوا ذات يوم ظلما وخطأ أصيبوا ب”فوبيا الكرسي” فأزاحوا لأجله، أصحاب الأخلاق الرفيعة والكفاءات العالية مرددين كالببغاء ودون إدراك مقولة يشهرونها كسيف الحجاج في وجه النخب والأسياد ألا وهي: ”NUL N'EST INDISPENSABLE”
بنو جلدتنا هكذا هم ُ، أما أنتما أيها الصديقين حقا فتمدون لنا الأيدي وتقولون: ”قاوموا، التزموا ولا تستكينوا”.
فشكرا لكما أيها البطلين ”هيسل وشافيز” لأنكما كنتما وستظلان معنا في كل لحظة نبتلى فيها بغربة الوطن وبجور الأهل وتغوُل الجهلة لكن مثلكما تماما، لن ننكسر وسنناضل دوما من أجل صبح قريب يصفي حساباته مع كل الخونة والانتهازيين والفاشلين ليزولوا تماما من مشهد الحياة الكريمة التي تدين لكم بصناعتها.
ح.ت.ح


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)