الجزائر

إكسسوارات فنية تشبع هوس المرأة بالزينة وتبرز فتنتها وجمالها في المهرجان الوطني الثالث لإبداعات المرأة



إكسسوارات فنية تشبع هوس المرأة بالزينة وتبرز فتنتها وجمالها في المهرجان الوطني الثالث لإبداعات المرأة
ترسم الإكسسوارات والأحجار الكريمة خارطة لشخصية وذوق المرأة، باعتبارها تعبر عن ميولها وطباعها، فهي حاضرة في تاريخها منذ الطفولة وتستمر حتى خريف العمر، فهوسها بالزينة ومحاولتها على الدوام إبراز فتنتها وجمالها جعلها تضع قوانينا تنظم علاقتها بالإكسسوارات والمجوهرات. وحرصا منها على حاضره ومستقبله، قامت مجموعة من المبدعات المشاركات في المهرجان الوطني لإبداعات المرأة بعرض منتوجاتهن في بهو قصر رياس البحر، يظهرن من خلالها المرأة بإطلالة راقية، فكلّ قطعة معروضة تخبأ وراءها قصة من حضارات مختلفة فيها حكاية وخيالات الحب فهي تمدنا بالتوهّج المطلوب وتترك أثرا جميلا في النفوس، فالمجوهرات والمرأة وجهان لعملة واحدة.
ولمعرفة ما جادت به أنامل تلك النسوة طافت "الحياة العربية"، بأروقة المعرض وجاءت بهذا الروبورتاج.
إطالة جديدة للمرأة بالسيراميك
طرحت الفنانة المبدعة، زهرة باشا، تشكيلة جديدة مختلفة عن التشكيلات الأخرى التي اعتدنا رؤيتها واقتناءها، حيث اختارت من السيراميك مادتها الأولية، فعشقها لصناعة الأواني جعلها تبتكر نوعا آخرا من الحلي، ركّزت فيه على الألوان الباردة التي ترمز للبهجة والفرح مع الاحتفاظ باللمسة التقليدية. وقالت أنّ حبّها للخزف والسيراميك كان السبب في ابتعادها عن التدريس وتمسّكها بهذه الحرفة، وأضافت زهرة أنّها تحاول من خلال مشاركتها في هذا المهرجان إلى التعريف بمنتوجاتها للزبائن المتوافدين على جناحها.
حيوان بحري يدلل المرأة ويزيدها أناقة
تدلّل حورية إيتيم القادمة من ولاية عنابة المرأة العاصمية بمجوهرات مرجانية غاية في الروعة، لأنّها استطاعت أن تخلق من ذلك الحيوان البحري تشكيلات تمكّن أيّ إمرة من الظهور بإطلالة النجوم، فرغم عدم توفر المرجان في المنطقة فإنّ حورية رفضت أن تتخلى عن هذه الحرفة التي اعتبرتها القوت الذي يمدّها بالحياة، وقالت أنّها ستبقى محافظة عليها، وستبحث عن المادة الأولية في آخر نقطة من هذا العالم.
من جهتها ترى المبدعة، رتيبة خلالفة، أنّ صناعة المرجان بدأ يعرف طريقه إلى الزوال خصوصا بالعاصمة، وذلك لغلاء المادة الأوّلية وعدم توفّر المرجان بالكمية المطلوبة، ولهذا لجأت رتيبة إلى الاشتغال على مادة الكريستال والفضة، وقالت أنّها تحلم بفتح مدرسة تعلّم فيها هذه الحرفة التي اكتسبتها عن زوجها.
الشنتوف والرديف موروث شلفي
أمّا مليكة غوبالي، وجدناها تقف أمام حليّها المصنوعة من الفضة، حتى تمثل مسقط رأسها الشلف، من خلال الحزام والشنتوف والرديف والخلخال والونايس والمشرف والحزامة والعصابة، حيث قالت أنّها مازالت تحافظ على الحلي الشلفية، ولم تدخل عليها أيّ تعديلات، لأنّها ترى فيها زخرفة جميلة تتناسب مع المرأة العصرية خاصة، وأنّ الموضة اليوم تدعونا للعودة إلى مادة الفضة.
تشكيلة تجمع بين الأصالة والمعاصرة
أرادت سليمة مازري بجاجة، (قسنطينة) أن تكمل زينة المرأة من خلال محافظ اليد ومحافظ الجيب والقبعات والأحزمة، حيث استطاعت بأدوات بسيطة أن تقدّم منتوجا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، فعند زيارتك لجناحها ترى بأنّ كلّ ما عرض جادت به أنامل ذهبية تعمل حتى تسحر الناظر بدقة وجمال عملها.
من جهتها تفوّقت رزيقة دوفان في صناعة الأحذية والأحزمة التقليدية، استطاعت أن تنافس السباقين في هذا الميدان رغم صغر سنّها، فهي ترى في هذه الحرفة متنفّسا لها يمكّنها من كسر الروتين. وكثرة الطلب على هذا المنتوج جعلها تطوّر فيه أشياء كثيرة، كإدخال الزخرفة البربرية عليه، بالإضافة إلى الجرأة في الألوان.
في حين اختارت ،نصيرة حموم، أن تشتغل على السلال التقليدية وتحويلها إلى حديقة من الزهور والورود، حيث وضعت فيها كلّ ما يدور في مخيلتها من أفكار إبداعية، فممارستها اليومية لهذه الحرفة مكّنها من الابتكار وخلق أشياء جديدة تبعث بالسّرور لكلّ من يراها.
حنين إلى الماضي
كثير منّا يجهل العبروق، فقد تخلت عليه الكثير من النسوة العاصمية، فهو عبارة عن عصابة تضعها العروس بعد الخروج من الحمام، حسيبة تشمباز من البليدة بقيت محافظة عليه رغم ذلك وأرادت من هذا المهرجان أن يكون فرصة لإعادة بعث العبروق من جديد في الأوساط العاصمية بصفة خاصة.
أما ساسية خطابي القادمة من ولاية قسنطينة، فأطلت على زوار المعرض بمجوهرات العنبر الأسود المعطر المعروف بالسخاب، حيث طرحت قلادات من الذهب والفضة تفصل فيما بينها بالسخاب، وهذا حتى تكسر اللّون القاتم.
حضارة الأندلس في قصر رياس البحر
تستمد الإسبانية لالات دي ديوس إبداعاتها من منطقة ديمانتول ديمانيلا بالفلبين، وتحاول دائما أن تدخل عليها البصمة الإسبانية والحضارة الأندلسية، فرغم كبر سنّها إلاّ أنّها تنسج أوشحة بمنسج يدوي بسيط، تضفي عليه بصمة فنية توقعها أنامل لالات. وتشاركها الجناح الفنانة ماريا خوسي مندوزا تيرتر التي تعرض قبعات وإكسسوارات تزيد المرأة جمالا عند ارتدائها.
إقبال كبير على الورشات
لقد كان المعرض فرصة سانحة للزوار حتى يتعلّموا بعض التقنيات لصناعة الحلي والإكسسوارات الأخرى، من خلال ورشة تلقينية تشرف عليها المبدعات المشاركات، ففي بهو القصر، جمعت سعاد بخوشة ملولي النسوة، وقامت بتلقينهن الخطوات الأولى لصناعة عقد من اللؤلؤ، حيث قدّمت لهن شروحات عن كيفية اختيار الألوان وطريقة وضع الأحجار حتى تكون متسلسلة بشكل أنيق، تابع الزّوار الشرح باهتمام وقاموا بالاستفسار عن كلّ شيء متعلّق بهذه الحرفة.
أمسيات طربية..عطّرت خيمة القصر
كتقليد سنوي أقيم على هامش المهرجان حفلات فنية أحيتها وجوه معروفة كالمطربة المتألقة مريم بن علال وفرقة الزرنة، أدخلت الفرحة على قلوب العاصميين وأعادت لهم "قعدة زمان"حين كانت النسوة تجتمع على موسيقى الحوزي ليتبادلن البوقالات ويسمرن على إبريق الشاي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)