تهافت الجزائريون، في الأيام الأخيرة، على اقتناء الملابس الشتوية التي تقيهم الانخفاض المحسوس في درجة الحرارة الذي تعرفه مناطق مختلفة من الوطن. وعلى خطى الخضر والمواد الغذائية عرفت هذه المنتجات الشتوية تضخما غير مسبوق في الأسعار، ليجدها التجار فرصة لتحقيق الربح السريع.
تسببت الأحوال الجوية في العديد من المناطق عبر كافة التراب الوطني في حدوث حالة استنفار لمقاومة البرد الشديد. وإن كان الجلوس في البيت أفضل الحل لمن يقدرون عليه، إلا أن الخروج أصبح يتطلب عتادا شتويا من العيار الثقيل لمجابهة موجات الأمطار والثلوج المصحوبة بوابل من الصقيع. وإن كانت المعاطف من أهم الألبسة الشتوية الواجب ارتداؤها إلا أن هناك من الإكسسوارات - إن صح التعبير - التي تجب الاستعانة بها، على غرار القفازات، القبعات، الجوارب، والأوشحة التي وجد المواطنون صعوبة في الحصول عليها مؤخرا، بعدما بالغ التجار في رفع أسعارها تحت طائلة ما أسموه بالندرة.
استغرب الكثير من الموطنين ممن التقيناهم أثناء جولتنا ببعض الأسواق المجاورة، على غرار “مارشي 12”، وسوق “علي ملاح”، من الارتفاع الجنوني الذي عرفته الألبسة الشتوية. وحسب المتتبعين لحركة السوق فإن الارتفاع في الأسعار تجاوز الخمسين بالمائة من السعر الحقيقي، وهو ما جعل المواطنين يجدون أنفسهم بين مطرقة التهاب الأسعار وسندان الحاجة الماسة لهذه المنتجات، خاصة تلك المتعلقة بالأطفال الذين لا يقوون على تحمل البرد القارص في رحلة تنقلهم من البيت إلى المدرسة. وبحثا عن الدفء المنشود وجد الكثير من المواطنين صعوبة في الحصول عليها وسط مضاربة شرسة بين التجار. فالسيدة جويدة، على سبيل المثال، التي التقيناها بسوق علي ملاح، اعتادت شراء الأوشحة بـ200 دج لتجدها تبعا لتغير الأحوال الجوية تجاوزت الـ600دج، علما أنها من نفس النوعية واشترتها من نفس البائع منذ ما يقل عن عشرة أيام. أما جمال فقد اعتبر ما يفعله التجار ضربا من الجنون بعدما وجد القفازات الجلدية التي كان لا يتجاوز سعرها 500 دج تباع بـ1000دج، فقط لأن هناك بردا شديدا وتساقط للثلوج في المنطقة. وفي نفس السياق عجزت إحدى السيدات عن الحصول على قفازات صغيرة لابنتها التي لم يتجاوز سنها السنتين، وبحثا عنها تنقلت من عين النعجة إلى سوق علي ملاح من أجل اقتنائها، لتفاجأ بأسعار اعتبرتها خيالية مقارنة بما كانت عليه في الأيام القليلة الماضية. هذا الارتفاع طال الكثير من الثياب النسائية على غرار الخمارات الشتوية، والملابس الداخلية وحتى المطاريات، لنلمس التهابا في أسعارها جعل الجميع في حالة دهشة من جراء ما أسموه استغلالا وانتهازا للفرص. من جهتنا حاولنا الاستفسار من بعض التجار عن سبب رفعهم للأسعار بهذه الطريقة في ظرف زمني قياسي، والذين برروا ذلك بأحوال السوق والندرة وكذا الأحوال الجوية التي منعتهم من التنقل للتزود بالسلع. كما اعتبر آخرون هذا الأمر من أبجديات التجارة التي تملي عليهم استغلال كل المتغيرات وحركية السوق لتحقيق الربح.
وبين هذا وذاك، يبقى ارتفاع الأسعار بصفة ظرفية ومفاجئة يثير تساؤل الشارع الجزائري في كل مرة مع اختلاف الظروف والمناسبات.
فيروز دباري
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com