تشهد المعاصر التقليدية لزيت الزيتون في البليدة، إقبالا كبيرا من سكان الولاية ومن خارجها، بغية اقتناء ما يحتاجون إليه من زيت طبيعي، وحسب ما جاء على لسان بعض أصحاب معاصر الزيتون، فرغم أن إنتاج هذه السنة كان جيدا، إلا أن حبة الزيتون لم تعط الغلة المطلوبة، حيث يتم عصر كميات كبيرة من حبات الزيتون، في مقابل الحصول على كميات قليلة من الزيت، وهو ما أثر، حسبهم، على سعره الذي فاق 900 دينار للتر الواحد.وقفت "المساء" لدى تواجدها في واحدة من المعاصر، التي لا تزال تعتمد على الطريقة التقليدية في عصر الزيتون ببلدية وادي جر، على إقبال المواطنين الكبير على شراء كميات معتبرة من زيت هذه الحبة المباركة، وحسب ما جاء على لسان عدد من الزبائن، فإن الغاية الأولى من شراء الزيت علاجية، بالنظر إلى الفوائد الكثيرة التي يحتويها الزيتون الذي ينبت من شجرة مباركة مذكورة في القرآن الكريم، بينما أشار البعض الآخر، إلى الاعتماد عليه في الطبخ، وآخرون في إدراجه ضمن بعض الوصفات العلاجية والجمالية، غير أن الأكيد، أن الجميع أكدوا أن الغاية هي إدخاله في وصفاتهم الغذائية، خاصة أن المعصرة تعد واحدة من المعاصر التي تعتمد على الطريقة التقليدية في العصر، الأمر الذي يحافظ على الذوق الأصيل للزيت ولا يفقده خواصه.
إنتاج الزيتون وفير والغلة قليلة
قال صاحب المعصرة، جمال أودالي، من ولاية تيزي وزو بأن معصرته التقليدية تم افتتاحها في عام 2015 بولاية البليدة، في بلدية وادي جر، بالنظر إلى قلة المعاصر على مستوى الولاية، وكون العائلة من محترفي هذا العمل، وورث حرفة عصر الزيتون أبا عن جد، الأمر الذي دفعه، رغم مغادرة ولاية تيزي وزو المعروفة بحرفة عصر الزيتون، إلى عدم التفريط في حرفتهم، والتأسيس لمعصرة تعتمد على عصر الزيتون بالطريقة التقليدية، حيث يتم حسب المتحدث "توزيع حبات الزيتون تحت الحجر الكبير الذي يدور طيلة اليوم، ويقدم زيتا صافيا،" مشيرا إلى أنهم يعتمدون في عصر الزيتون، على فلاحي المتيجة، الذين يقومون بجني الزيتون وإحضاره إلى المعصرة، حيث يتم توظيف عمال من كل من ولاية تيبازة وعين الدفلى والبليدة، لافتا إلى أن السبب في جلب الزيتون من عدد من الولايات المجاورة، راجع إلى قلة أشجار الزيتون بالمنطقة، لذلك يتم الاتفاق والتعامل مع فلاحين من الولايات المجاورة.
وحول مدى وفرة إنتاج الزيتون بالمنطقة، أشار المتحدث إلى أنه، على الرغم من وفرة الإنتاج هذه السنة، إلا أن الغلة قليلة، لأن حبات الزيتون جافة، لا تحتوي على كميات كبيرة من الزيت، بسبب شح الأمطار والتغيرات المناخية، على خلاف السنة الماضية، حين كان الإنتاج قليلا في الزيتون، لكن الغلة كانت وفيرة، الأمر الذي أثر على السعر الذي ارتفع على مستوى المعاصر، إذ يباع ب900 دينار للتر الواحد.
جني الزيتون مقابل الحصول على الزيت
وحسب صاحب معصرة الزيتون جمال "فإن اليد العاملة التي يتم الاعتماد عليها في جلب الزيتون، هي الأخرى ترفض أن تتقاضى أجرا ماليا على الزيتون الذي تجلبه للمعصرة، من أجل عصره، وإنما تطالب بالحصول، على أجرها، وعلى زيت، حتى تقوم هي الأخرى بإعادة بيعه، الأمر الذي جعل سعره يزيد في الأسواق، بالمقارنة مع ذلك الذي يباع في المعاصر، ولعل هذا ما دفع بالكثيرين إلى البحث عن المعاصر لشراء الزيت، كونها موثوقة، وحتى يتم شراؤه بسعره، مضيفا "أن من يجلبون الزيتون من العمال، يحصلون في كل قنطار من الزيتون يقول "على عشر لترات من الزيت"، بينما يكشف "في بعض المعاصر الأخرى، يرفض صاحب المعصرة تقديم المقابل من الزيت، الأمر الذي يجعل اليد العاملة تأبى جمع الزيتون، لأن المعاصر تجد نفسها عاجزة عن تأمين مخزونها من الزيت لبيعه.
افتقار اليد العاملة للخبرة في جني الزيتون يؤثر على نوعيته
وحول الإقبال على معاصر الزيتون، أكد المتحدث "أنه بمجرد حلول موعد عصر الزيتون، يبدأ المواطنون في السؤال عن وقت الشروع في العصر، حتى يشتروا حاجتهم منه ويخزنوه، مثل العولة، فزيت الزيتون، يقول "مثل العسل الحر، وجوده في بيوت الجزائريين ضروري للغذاء والعلاج"، خاصة "أن الطريقة التي يتم عصره بها تقليدية، الأمر الذي يجعل الطلب كبيرا على الزيت، لافتا إلى "أن عملية عصر الزيتون، شُرع فيها منذ شهر أكتوبر المنصرم، وينتظر أن تستمر عملية العصر إلى غاية نهاية شهر فيفري، لافتا في السياق إلى "أن ما يتم استخراجه من الزيتون بعد عصره من فضلات، هو الآخر يسجل طلبا كبيرا، حيث يأتي فلاحو المتيجة طلبا للحصول على فضلات الزيتون، من أجل تغذية التربة والأشجار بها.
الملفت للانتباه، حسب صاحب المعصرة جمال "أن بنة زيت الزيتون تختلف من معصرة إلى أخرى، مرجعا ذلك إلى طريقة العصر بالدرجة الأولى، التي يفضل فيها الكثير من المواطنين اختيار الزيت المعصور على الطريقة التقليدية، وعلى طريقة جني حبات الزيتون، ففي ولاية تيزي وزو، قال: "يتم انتظار نضوج حبات الزيت، ومن ثمة تتم عملية قطفها وجمعها يدويا، حيث تكون عملية الجمع بمثابة احتفالية، أما في بعض الولايات، مثل البليدة، أو عيد الدفلى، فيتم جني حبات الزيتون مبكرا، الأمر الذي يؤثر على نوعية الزيت، وحتى على الكمية المستخرجة".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com