يقبل العديد من التلاميذ بولاية بجاية، بمختلف الأطوار التعليمية على الدروس الخصوصية خلال عطلة الربيع، وهذا من أجل تدارك ما فات ومعالجة النقائص التي صادفتهم في بعض المواد التعليمية، وهو ما يحرمهم من فرصة الترويح عن النفس ويجعلهم يعيشون في ضغط دراسي متواصل، بالرغم من أن العديد من المختصين في علم النفس التربوي يحذرون من هذا العمل الذي لا يخدم التلاميذ، بل ستكون عواقبه وخيمة مستقبلا، والغريب أن هذه الظاهرة لا تقتصر على التلاميذ المقبلين على امتحانات البكالوريا فحسب، بل شملت الأقسام الأخرى وحتى تلاميذ المدارس الابتدائية.في هذا الصدد، تقول أخصائية علم النفس التربوي خليدة، حرمان التلاميذ من الراحة خلال عطلتهم يعتبر عقابا، ويكون بذلك ردّ فعلهم سلبيا مستقبلا، وتصبح الدراسة بالنسبة لهم نقطة سوداء في حياتهم، حيث لا يعقل أن تستغل العطلة لزيادة الضغط عنهم، وزيادة التوتر النفسي الذي لازمهم في فترة الامتحانات الأخيرة، فالتمتع بالعطلة في الحقيقة يعتبر حقا للتلميذ الناجح أو الفاشل.
يمكن للأولياء تقسيم العطلة إلى مرحلتين، الأولى للراحة والترويح عن النفس، والثانية تخصص للمراجعة لاستعادة ما فات، بعيدا عن أيّ ضغوطات قد تولد العناد، وعليه أنصح دائما الأولياء بضرورة توخي الحذر للوصول نتائج إيجابية والرفع من المردود الدراسي لفلذات أكبادهم.
أمّا الأستاذ عربوش إدير فيؤكد بدوره،»من الضروري منح الأطفال حقهم في الدراسة، حيث من الخطأ التعدي على حقوق التلاميذ، وحرمانهم من الراحة بعد فصل دراسي كامل، فالراحة بالنسبة لهم مهمة جدّا وليس من الصواب تجاهلها حتى وإن كانت نتائج الفصل الماضي سلبية، فهي تسمح بتجديد نشاطهم، عكس ما هو سائد لدى الأولياء الذين يقومون بإقناع أبنائهم بالدراسة أثناء العطلة، على اعتبار أنها فرصة سانحة للرفع من مستواهم الدراسي، وهو ما يحرم هذه الفئة من حقها في الترويح عن النفس خلال العطلة، وأعتبر ذلك تعد صارخ لأن التلاميذ يحتاجون للراحة الفصلية».
من جهتهم، يرى الأساتذة الذين يقدمون دروسا خصوصية في العطلة لمختلف الأطوار التعليمية، أنهم في حاجة بدورهم إلى راحة بعد فصل دراسي شاق، ولكنّهم يضطرون للعمل لكثرة الإقبال والإلحاح عليهم من طرف الطلبة والأولياء، الذين يؤكدون بأنّ أبناءهم في حاجة إلى دروس إضافية لتحسين مستواهم الدراسي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بن النوي توهامي
المصدر : www.ech-chaab.net