الجزائر

إقالة أم استقالة وما بينهما؟!



إقالة أم استقالة وما بينهما؟!
وكأن قرار إبعاد الفريق توفيق جاء ليكذّب تطمينات مدير الديوان أحمد أويحيى وزعيم حزب السلطة الأرندي، الذي كذّب في ندوته الصحفية ما أسماه بادعاءات الصحافة بأن هناك صراعا بين الرئاسة والمخابرات.شخصيا، لا أفهم كثيرا هذا النوع من الصراعات، وهل كان الإبعاد عقوبة أم نتيجة حتمية لنهاية مرحلة، بدأت بجملة من الإصلاحات في قاعدة المؤسسة بإعادة المديريات التي ألحقت بمؤسسة المخابرات إبان الأزمة الأمنية إلى المؤسسة الأم، وانتهت بإبعاد المدير العام الفريق مدين، الذي وحسب مقربين منه بقي طوال هذه المدة برغبة من الرئيس نفسه، الذي رفض له أن يستقيل.ما لم أفهمه في هذا الجو من اللغط العام، لماذا أسبقت إقالة أو استقالة الفريق توفيق، بتجييش شوارع العاصمة بالشرطة المدججة بالسلاح، وكأن العاصمة كانت مقبلة على إعصار! أو كأن في الأفق صراعا حقيقيا، وليس مجرد ادعاء للصحافة!مهما يكن من أمر هذه التنحية، سواء بناء على استقالة، أو إقالة والتي لم تفاجئ أحدا إلا أنها تؤسس لمرحلة جديدة، بل هي فك للغز عملية ليّ الذراع في أقطاب الحكم، وهي نهاية مرحلة، مرحلة تسيير الأزمة الأمنية، وما تبعها من فساد وتلاعب بمصير البلاد والمؤسسات.لكن لا يمكن أن نتحدث عن مرحلة جديدة، إلا بإبعاد باقي ”الشيوخ” الذين عمروا على رأس المؤسسات، وأتحدث عن قيادة الأركان ورئاسة الجمهورية.الآن اتضحت الصورة أكثر، بعد الضبابية التي خلفها أمس كلام أحمد أويحيى، الذي أراد مثلما أسلفت طمأنة الجزائريين، مع أن الكل يدرك أن هناك أمورا لا تسر في أعلى الهرم.لم يخسر الفريق توفيق شيئا في هذه ”المعركة”، إن كانت هناك حقا معركة، فقد ترك الأمور تسير في طريق الشرعية، محاولا النأي بالبلاد عن طريق الانقلابات، رافضا العودة إلى ما عاشته البلاد بداية التسعينيات، وكان له ما أراد.لن يسعد مدني مزراق كثيرا، ولا حمداش، اللذان حاولا استغلال الململة في هرم السلطة لكسب مساحة لمشروعهم الظلامي، لأن خليفة الفريق توفيق ليس أقل بأسا منه في عدائه للمشروع الإسلاموي وللإرهاب، فالرجل حارب الإرهاب في الساحة وليس من وراء المنابر.لم تفكك المخابرات مثلما كنا نتخوف ولم تدس تحت أقدام الفيلة، وتعيين المدير الجديد على رأس مؤسسة مدين يعني حماية المؤسسة مما كان يتربص بها من إضعاف. فالجنرال طرطاق هو ابن المؤسسة وإحدى ركائزها، بل إحدى الركائز التي حمت البلاد من الإرهاب ومن مخطط تفكيك الجمهورية. ولن يكون أقل غيرة على الجزائر وعلى المؤسسة من سلفه.أخاف أن أقول إن الخاسر أمس كان أويحيى، لأن كل القرارات بعد ندوته الصحفية كانت عبارة عن صفعة له!!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)