الجزائر

إفلاس.. غير معترف به



في منتصف التسعينات.. وفي ذروة الانهيار الاقتصادي الذي جلب علينا ذئبا خبيثا.. اسمه صندوق النقد الدولي.. سارع أويحيى ورضا مالك.. الحاكمان آنذاك بأمرهما.. وأمر من أمرهما.. إلى اجتثاث القطاع العام بدعوى التخلص من أعبائه.. وتوفير الموارد المحدودة لمواجهة الإرهاب.. طبعا تتذكرون أن رضا مالك هو صاحب نظرية “الرعب يجب أن يغير موقعه”.. وتعرفون أيضا ما ترتب من موبقات عن تفعيل نظريته المشؤومة!!
يومها قيل إن المؤسسة الخاسرة.. والمؤسسة المفلسة.. والقطاع الذي يأخذ ولا يعطي.. والمرفق الذي يستهلك ولا ينتج.. يجب أن يختفي.. فخزينة الدولة شبه الفارغة لا تقوى على إعالة من لا يعيل نفسه.
طبعا.. تولت الحكومة مهمة شطب هذه المؤسسات بأسرع وقت.. فتم تسريح ما يقرب من نصف مليون عامل.. حملوا على التسكع الإجباري.. وصفيت ألوف المؤسسات.. لتباع بثمن بخس للقطط السمان.. وطوي ملف القطاع العام.. ليفتح ملف اقتصاد البازار!!
الآن.. ما المانع ونحن أصحاب الخبرة والهمة في ميدان التصفية والاستئصال.. من تعميم نظرية التخلص من المرضى الميئوس من شفائهم .. ومن الفاشلين والعاجزين والخاسرين.. وممن يأكلون ولا يسددون ثمن ما يأكلون.. وممن يسقطون بين أقدام تونس.. وينهارون بين أظلاف الطوغو.. ويتلاشون أمام المخلوقات الكروية الصغيرة وشبه الكبيرة.. ما المانع من حل جماعة الجلد المنفوخ؟
لا تخجلوا منهم.. قولوا لهم: يا جماعة.. الوزير يقول إن إقصاءكم عار.. وخسارتكم صفعة.. أما نحن فنشكركم على هذه الخسارة العظيمة.. وتصبحون على خير.
ونقول لرئيس الحكومة.. يا سيادة الرئيس: متى تصدرون “فرمان” إفلاس الجلد المنفوخ.. فتريحوا أقدامنا.. بعد أن أرحتم عقولنا؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)