الحرب مازالت مستعرة في قطاع غزة، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الفلسطينية بأن الكيان الصهيوني يسابق الزمن لاستكمال تحويل كامل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للقتلى والأحياء معا، حيث يختطف الفلسطينيين في القطاع ويصدر عليهم حكما بالإعدام بأشكال مختلفة ومتفاوتة تعجز الكلمات والمفاهيم والمعاني عن وصف وحشيتها وبشاعتها.بعد أيام قليلة، يتمّ العدوان الصهيوني على غزة شهره الثالث، ورغم طول مدّة الحرب وما خلّفته من ضحايا ودمار، فإن نهاية الكابوس لا تبدو قريبة، مع إصرار الجيش الصهيوني على مواصلة مذابحه وقصفه لمختلف مناطق القطاع الذي لم يعد فيه مكان آمن يلوذ إليه الأهالي الذين يعيشون مأساة إنسانية مؤلمة، خاصّة مع ما يتكشّف من إعدامات ميدانية موثّقة طاولت العشرات من المدنيين ولم تستثن حتى النساء الحوامل.
ومع كلّ غارة وقصف، يرتقي مزيد من الشهداء الذين فاق عددهم 20 ألفا منذ بداية المذابح والمجازر الصهيونية المروّعة قبل 80 يوما، وإصابة أكثر من 53 ألفا آخرين.
وككل يوم من أيام الحرب، اندلعت اشتباكات شرسة، بين الجيش الصهيوني ومقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية في جباليا ومخيمها، وشرقي مدينة غزة، فيما قتلت قوة صهيونية طفلا أمام بوابة مستشفى في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأفاد شهود عيان، بأن اشتباكات شرسة اندلعت بين القوات الصهيونية ومقاومي الفصائل في حيي التفاح والدرج شرقي مدينة غزة، بعد محاولة الغزاة التقدم إلى عمق الحيين، واستخدم العدو الرشاشات الثقيلة وقذائف المفعية وقنابل الإنارة.
وبكثافة، ألقت دبابات الاحتلال قنابل دخانية، في وقت شوهدت فيه طائرات مروحية تحلق في أجواء منطقة الاشتباك، كما أضاف الشهود.
وفي مناطق الشمال عموما، تواصل دبابات صهيونية التمركز في محاور التوغل ذاتها. وفي جنوبي القطاع، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طائرة مسيّرة للاحتلال أطلقت النار فقتلت الطفل أمير رامي عودة (13 عاما)، وهو أحد النازحين، أثناء وقوفه أمام بوابة مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس.
وفي حادث منفصل، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة صهيونية استهدفت منزلا في الحي الياباني غربي خان يونس، بحسب مصادر طبية.
وفي مدينة رفح، أقصى جنوبي القطاع، تقدمت الآليات العسكرية الصهيونية لعشرات الأمتار من أقصى الحدود الجنوبية الشرقية.
إعدامات ميدانية
في الأثناء، اتهم المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة، القوات الصهيونية بارتكاب عدة مجازر بشعة أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وفي بلدة جباليا، وأكّد أنّها أعدمت العشرات من المواطنين في الشوارع أمام عائلاتهم.
وقد دعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، السبت، إلى إجراء تحقيق دولي في إعدامات ميدانية نفذها الجيش الصهيوني ضدّ المدنيين الأبرياء، مؤكدة تسجيل ما لا يقل عن 137 عملية إعدام منذ بدء الحرب في السابع أكتوبر الماضي.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، ليل السبت إلى الأحد، إنه وثق شهادات حية تفيد بارتكاب جيش الاحتلال جرائم إعدام ميدانية لأكثر من 137 مدنياً فلسطينياً في محافظتي غزة والشمال، مبيناً أن جيش الاحتلال أسس معسكرات اعتقال شرقيّ مدينة غزة، وحفر حفراً كبيرة وضع فيها عشرات الفلسطينيين وهم أحياء، ثم أعدمهم من خلال إطلاق الرصاص المباشر عليهم، قبل دفنهم بالجرافات.
قتل حوامل يرفعن رايات بيضاء
وأوضح المركز، أن هذه الجرائم تكررت في غزة والشمال من خلال إعدام عشرات المدنيين أمام ذويهم، إضافة إلى إعدام نساء حوامل كُنَّ يرفعن الرايات البيضاء وهنّ في طريقهنّ إلى مستشفى العودة شماليّ غزة.
وتتطابق هذه الشهادات مع إفادات لنشطاء وصحافيين في شمال غزة عن جرائم بشعة ترتكب بحق المدنيين من قبل قوات الاحتلال المتوغلة في الأحياء المدنية.
جرائم موثّقة
وعثر في الأيام الأخيرة على جثامين متحللة لعشرات الشهداء بعد انسحاب جيش الاحتلال من مناطق توغل فيها سابقاً، من بينها منطقة تل الزعتر في شمال القطاع.
واعتقل الاحتلال، خلال الأسابيع الأخيرة، المئات من المدنيين في شمال غزة، ونشر مشاهد وحشية لعملية اعتقالهم وهم شبه عراة تماماً.
وأفادت صحيفة صهيونية في وقت سابق، بأن مئات الفلسطينيين، الذين اعتقلهم جيش الاحتلال في قطاع غزة خلال الحرب الحالية، محتجزون في منطقة الجنوب، وهم معصوبو الأعين ومكبّلون، فيما استُشهد عدد منهم.
كما أوضحت أن مئات الفلسطينيين الذين اعتُقلوا في القطاع في الفترة الأخيرة محتجزون منذ أسابيع في منشأة اعتقال في معسكر للجيش قرب بئر السبع، فيما توجد المعتقلات في معسكر اعتقال آخر.
وأكدت الصحيفة، أن المعتقلين في المكان محتجزون بعيون مغطاة وأيدٍ مكبّلة على مدار معظم ساعات اليوم، كذلك فإن الأنوار تبقى مضاءة في أماكن اعتقالهم على مدار ساعات الليل.
هذا، وكانت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أعلنت، الأربعاء، تلقيها تقارير تفيد بأن القوات الصهيونية "قتلت بعد إجراءات موجزة" 11 فلسطينيا أعزل في ما يمكن تصنيفه جريمة حرب في قطاع غزة.
وطالبت المفوضة الاحتلال بفتح تحقيق، لكن هذا الأخير قال إن هذه الاتهامات "لا أساس لها من الصحة".
جاهزية عالية للمقاومة
هذا، ورغم عدم تكافؤ القوّة، فإن المقاومة الفلسطينية تواصل المواجهة وتسجّل يوميا مزيدا من الضربات الموجعة في صفوف الاحتلال. و قد أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، أمس، أن مقاتليها قصفوا حشوداً عسكرية للعدو في محيط مسجد الظلال شرق خان يونس، برشقة صاروخية وقذائف الهاون.
كما أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، بدورها، استهداف مقاتليها لدبابتي «ميركافا» صهيونيتين بقذائف «الياسين 105» على مشارف منطقة جباليا البلد، شمال قطاع غزة.
هيئة للمساعدات
من ناحية ثانية، قالت سلطات الاحتلال، أمس، إنها تريد إنشاء هيئة في قطاع غزة تتولى إدارة المساعدات وتوزيعها على سكان القطاع بالتعاون مع المنظمات الدولية على أن تكون من السكان المحليين. وأوضحت هيئة البث الصهيونية، أن هذه الهيئة ستركز عملها في شمال قطاع غزة الذي تعتقد سلطات الاحتلال أنها سيطرت عليه عسكريا.
وتوقعت هيئة البث أن تكون الجهة التي ستتولى المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية هي ذاتها التي ستتولى زمام الأمور في قطاع غزة بأكمله في المستقبل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net