تعد سابقة أولى من نوعها في تاريخ القضاء الجزائري
وافقت المحكمة العليا على النقض بالطعن التي تقدمت به النيابة العامة فيما يخص حكم البراءة الذي تحصل عليه أحد العائدين من غوانتانامو، ويتعلق الأمر ب "ح.سفيان" الذي يتواجد حاليا بمستشفى الأمراض العقلية "فرانس فانون" بسبب إصابته بانهيار عصبي في آخر مراحله جراء التعذيب الذي تعرض له خلال السنوات التي قضاها بالمعتقل.
وقائع القضية تعود إلى سنة 1999 حينما غادر المتهم أرض الوطن باتجاه فرنسا بحثا عن العمل،
حيث توجه إلى بريطانيا سنة 2000 منها إلى بيشاور بباكستان بغرض تلقي العلم وأصول الشريعة، ثم دخل التراب الأفغاني. وفي أواخر شهر سبتمبر 2001، تم قصف منطقة بالقرب من كابول من طرف القوات الأمريكية أين أصيب بشظية على مستوى الرأس، فتم نقله إلى المستشفى المدني بباكستان أين أجريت له عملية جراحية على مستوى الرأس، لكنها لم تكلل بالنجاح، ليتم تحويله إلى أحد السجون، قبل أن يتم تقرير نقله على متن طائرة حربية إلى "معتقل العار" أين مكث هناك إلى غاية سنة 2008 أين تم تسليمه إلى السلطات الجزائرية التي حوّلته مباشرة إلى مستشفى الأمراض العقلية، قبل أن تحيله على العدالة بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن والتزوير واستعماله. وقد سبق للمتهم وأن اعترف خلال محاكمته الأولى سنة 2010، أنه تدرب على استعمال رشاش من نوع كلاشنيكوف على يد شخص يدعى محمد الجزائري، نافيا بالمقابل أن يكون أحدا قد فاتحه في موضوع جماعة مسلحة أو قتال محتمل ضد أي كان. كما نفى وجود أية علاقة تربطه بجماعات إرهابية داخل أو خارج الوطن، مشيرا إلى أن التدريب العسكري الذي خضع له ''دام ساعات قليلة فقط'' ويندرج في إطار التعرف على طريقة استعمال الأسلحة، وأنه تعرض لمختلف أنواع التعذيب وأن المحققين كانوا يجبرونه على تناول دواء يفقده الوعي، كما لم يتمكن من نزع الشظية التي أصيب على مستوى الرأس لحساسية المنطقة الموجودة فيها، والتي قد تؤدي إلى وفاته في حال استئصالها أو زيادة حالته العصبية.
إعادة محاكمة المكني هواري عبد الرحمن 28 سنة، شهر نوفمبر القادم، تعد سابقة أولى من نوعها في تاريخ القضاء الجزائري؛ حيث لم يسبق وأن تمت إعادة محاكمة أي عائد من غوانتنامو واعتبر القضاء أحكام البراءة الصادرة في حقهم أحكاما نهائية، باعتبار أن محاكمتهم كانت شكلية باستثناء "ح.سفيان" الذي تشير جميع تقارير الخبرة حسب دفاعه إلى أن وضعه الصحي حرج ولا يسمح بمثوله مجددا أمام القضاء، حيث يشير التقرير إلى أن صحة المعتقل تدهورت بسبب أنواع العذاب الذي تعرض له وأنه أصيب بالجنون بعد أن وصل الانهيار العصبي الذي أصيب به إلى آخر مراحله، حيث تم إجباره من طرف السلطات الأمريكية على تناول دواء أفقده وعيه وأثر في زيادة حالته العصبية، وهو ما يعطيه حق الإفراج بقوة القانون.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فريدة س
المصدر : www.eloumma.com