تجاوزت القراءات حول نتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر الجانب السياسي، إلى البعد الاقتصادي والطاقوي منه على وجه الخصوص، في خضم التأزم في العلاقات الأوروبية الروسية حول الأزمة الأوكرانية، و تزايد المخاوف من استعمال موسكوسلاح قطع امدادات الغاز كوسيلة للضغط على جيرانها الغربيين.فقد نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية مقالا تحليليا للخبير في الشؤون السياسية والطاقوية في المنطقة المتوسطية كريستوفر كوتس، وصل فيه إلى نتيجة مفادها أن اعادة انتخاب الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة هومؤشر يدخل في صالح الدول الأوربية، التي تسعى إلى ضمان امدادات طاقوية، من الجزائر التي تبقى الخيار الأنسب في ظل عدم الاستقرار التي تعيشها جارتها الشرقية ليبيا. لكن الكاتب عاد إلى الجانب السيء في القضية على حد وصفه، وهوارتباط الأمن الطاقوي الأوربي بالوضع السياسي الجزائري ، مما سيجعل كل الدول تنظر إلى مستقبل هذا العملاق الطاقوي الثاني في القارة الأفريقية والأكثر قربا من أوروبا طيلة الخمس سنوات القادمة التي تمثل العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. واعتبر الكاتب أن الجزائر تعيش حاليا وضعا سياسيا وأمنيا أكثر استقرارا مقارنة بالعشرية الدموية في سنوات التسعينات، لكنها على صعيد الشفافية والفساد، خصوصا بعد فضائح الفساد التي هزت قطاع الطاقة في السنوات الأخيرة، خاصة تلك التي تورط فيها وزير القطاع الأسبق شكيب خليل، وهي القضية التي تجاوزت التحقيقات حولها الحدود الوطنية. ولم تقتصر مصادر القلق الأوروبية من الاعتماد على الطاقة الجزائرية على التغيرات السياسية وفضائح الفساد المتكررة، بل امتدت إلى الجانب الأمني، الذي طفا على السطح بعد الاعتداء الارهابي على منشأة الغاز في تيغنتورين شهر جانفي 2013، والذي خلف عشرات الضحايا مما أثر على الانتاج بعد أن توقفت الشركات الأجنبية عن مزاولة نشاطاتها.وبالرغم من هذه التحديات التي تجدها الدول الأوربية في الاعتماد على قطاع الطاقة الجزائري، إلا أن الكاتب اعتبر أنه لا خيار آخر لهذه الدول في الوقت الراهن بين التهديدات الروسية بقطع الإمدادات وحال الفوضى التي تعيشها دول المنطقة بسبب ما يعرف بالربيع العربي، يضاف إليها رغبة أوروبية في زيادة كمية الطاقة المستوردة، خاصة إسبانيا وإيطاليا، فالجزائر تبقى هي الوجهة الأفضل نظرا لأنها تعتبر "الاستثناء في المنطقة".
تاريخ الإضافة : 23/04/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : علي العڤون
المصدر : www.elbilad.net