أكد المتدخلون في أشغال الملتقى الوطني حول "الفنون والثقافة وقيم المواطنة" الذي احتضنته كلية الفنون والثقافة بجامعة قسنطينة 3، مؤخرا، على ضرورة إعادة الاعتبار للبعد الجمالي الفني لتكوين المواطن الجزائري، حتى يتمكّن من الانسجام مع التطور الحضاري والاجتماعي، وبذلك تقديم نموذج لمواطن صالح يساهم في بناء حضارته ووطنه.في هذا السياق، أكد رئيس المجلس العلمي لقسم الفلسفة بجامعة الجزائر الدكتور كمال بومنير، خلال مداخلته حول "دور التربية الجمالية في بناء الإنسان"، أنّ للمنظور الجمالي دور كبير في تكوين المواطن، لأن ما يطلق عليه اسم "البعد الاستيتيقي" غائب إلى حد كبير في المشهد الثقافي والفكري والسياسي وحتى الاجتماعي بالمجتمع الجزائري، مضيفا في نفس الإطار، أن الفنون والثقافة مجالها واسع، ولا تقتصر فقط على الإبداعات والجماليات، بل تساهم بشكل كبير في الرقي بالمجتمع وتقديم خدمة له، كونها تشكل اللحمة التي تربط المواطنين ببعضهم البعض، ومدخل لتعزيز الثقة بين الأفراد لحماية قيمهم وإنقاذهم من التفكك والانحلال، وهو ما من شأنه أن يحقق إقلاعا حضاريا واجتماعيا في بناء وطن سليم ومتكامل.
من جهتها، أشارت الدكتورة في علم النفس والمحاضرة وهيبة حميزيو، خلال مداخلتها حول "الانفتاح الثقافي وأثره على مفهوم المواطنة لدى الشباب الجزائري"، إلى أن الانفتاح الثقافي المتمثل في الاستفادة العلمية والفنية الصحيحة من الغير دون المساس بالقيم والعقائد والمبادئ والهوية، أثّر سلبا على الشباب الجزائري، حيث قالت المتدخلة بأن الواقع الاجتماعي والنفسي الثقافي الذي يعيشه الشباب الذين باتوا ضحية هذا الانفتاح، أحدث نوعا من الاضطراب والاختلال، فيما يعتقده الشباب وما يشاهدونه من اتجاهات، مما جعل ذلك التناقض والتردد الواضح بين الإقبال تارة على الانفتاح والتمسك بالجذور، وما ترسخ في المجتمع من قيم وعادات وتقاليد ودين تارة أخرى.
دعت المحاضرة إلى ضرورة المراجعة الذاتية والموضوعية لكل المتغيرات، من خلال تجسيد الانتماء الوطني بكل قيمه المقدسة، مع توقيف حالة التدمير التي تحدث على الصعيد الذاتي والعام، خاصة لدى فئة الشباب، من خلال العودة إلى القيم الاجتماعية السليمة وتعزيز حب الوطن والتضحية والاستعداد في سبيل العطاء والمقاومة، من خلال سلوك واع ومنسجم مع الأخلاق والقيم الوطنية للمجتمع الجزائري.
❊ح٫.شبيلة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/04/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ح٫ شبيلة
المصدر : www.el-massa.com