الجزائر

“إضراب الكرامة” يشل الجامعات



دواجي ل”الحوار”: أزيد من مليار دولار تسيل لعاب بارونات الخدمات الجامعيةالطالب لا يصله سوى 10 بالمائة من الميزانية المخصصة له
الدخول الجامعي يحتاج إلى وقفة حقيقية
سجّل شهر أكتوبر مجموعة من الاحتجاجات المتتالية عبر مختلف جامعات الوطن تنديدا بنتائج الماستر وسوء الخدمات الجامعية، وانطلقت أولى الاحتجاجات بجامعات الوسط العاصمة، بومرداس والبويرة، وتبعتها جامعات من الغرب على غرار جامعتي وهران، ومعسكر، كما عرفت جامعة عنابة عدة احتجاجا متتالية، كما عاد الاحتجاج المفتوح تحت مسمى “إضراب الكرامة” لشل جامعة الجزائر “2 “وجامعة معسكر أمس الإثنين.
وفي هذا السياق اتهم الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر، صلاح الدين دواجي، وزارة التعليم العالي بانتهاج سياسة مزدوجة وضبابية في التعامل مع الطلبة، حيث فضلت التنصل من مسؤولياتها عبر توجيه برقية للجامعات للتعامل مع طلبة الماستر المحتجين، حيث حاولت بعض الجامعات استدراك الأمور بقبول جميع الطلبة في حين لم تتمكن جامعات أخرى من قبول الطلبة.
وأضاف دواجي في تصريح للحوار، أن مهازل الجامعات الجزائرية لم تتوقف عند نتائج الماستر بل شهدت نتائج مسابقة الدكتوراه فضائح من العيار الثقيل، مؤكدا أنه ولأول مرة لم يتم نشر معدلات القبول للطلبة الناجحين في شهادة البكالوريا بسبب معدلات النجاح الضعيفة والتي وصلت إلى” 1،5 و2 “وهو ما اعتبره المتحدث فضيحة مدوية لم تعرفها الجامعة الجزائرية من قبل، مطالبا الوزارة بإعادة النظر في طريقة تنظيم مسابقة الدكتوراه
الخدمات الجامعية تستنزف 37 بالمائة من ميزانية قطاع التعليم العالي
وعن الخدمات الجامعية قال دواجي إنها تستنزف 37 بالمائة من ميزانية قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بقيمة تتجاوز مليار و 200 مليون دولار وهو المبلغ الذي يسيل لعاب المتحكمين في ملف الخدمات الجامعية الذين يعرقلون أي إصلاح في قطاع الخدمات الجامعية خدمة لمصالحهم، رغم أن الوزير حجار دعا قبل ثلاث سنوات لعقد ندوة وطنية حول إصلاح قطاع الخدمات الجامعية إلا ذلك لم يحدث لحد الساعة، مشيرا إلى أن الطالب لا يحصل إلا على 10 بالمائة من الميزانية المخصصة له سنويا.
من جهة أخرى قرر تحالف التنظيمات الطلابية الدخول في حركة احتجاجية مفتوحة ابتداء من يوم أمس، بكليات اللّغات الأجنبية، العلوم الإنسانية، العلوم الاجتماعية بجامعة “الجزائر02″، حيث انتقد كل من التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني والمنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين وتجمع الطلبة الجزائيين الأحرار، صمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس الجامعة وعمداء بعض الجامعات الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الرد عن الانشغالات التي رفعها تحالف التنظيمات منذ انطلاق الدخول الجامعي.
وذكر بيان التحالف الذي تلقت “الحوار” نسخة منه، أن الحركة الاحتجاجية المفتوحة، جاءت نتيجة الرد السلبي على البيانات والتقارير المرفوعة سابقا، للجهات المعنية والمخولة قانونيا لمعالجة المشاكل البيداغوجية والاختلالات التي أصبحت تعيق السير الحسن للجامعة، وتؤدي بها إلى نفق مظلم لا يرى آخره مع تجاهل تام من رئاسة الجامعة.
وللتذكير فقد رفع تحالف التنظيمات الطلابية صورة عن الوضع القاتم للجامعة عبر عدة مراسلات لوزير التعليم العالي طاهر حجار، مع تنظيم وقفات احتجاجية أمام مديريات الخدمات الجامعية يومي 16 و17 أكتوبر الجاري عبر الوطن، مجددين دعوته لوزير التعليم العالي للتدخل لدى مكاتب الخدمات الجامعية لوضع حد لمعاناة الطلبة على مستوى الإقامات الجامعية علما أن أغلبها أصبح غير صالح للإقامة بسبب غياب الصيانة.
مطالب بتمديد النقل الجامعي إلى ما بعد الخامسة مساء
كما ندد الطلبة المنتسبون إلى الكليات والمعاهد في الجزائر العاصمة بسوء التسيير الذي يميز مختلف الخدمات الجامعية، منددين بالحالة السيئة للإقامات الجامعية، وكذا توقف خدمة النقل الجامعي قبل انتهاء اليوم الدراسي، وهو ما يضطر الطلبة إلى استعمال وسائل نقل خاصة، مؤكدين أن مطلبهم متمثل في تمديد ساعات عمل الحافلات إلى غاية الخامسة والنصف لضمان خروج الطلبة من أقسامهم في الفترة المسائية.
مديريات الخدمات الاجتماعية تحرك الطلبة
من جهة أخرى وفي ذات السياق عرفت معظم مديريات الخدمات الجامعية عبر الوطن وقفات احتجاجية سلمية دعا لها التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني عبر جميع ولايات الوطن على غرار سطيف، باتنة، سوق أهراس، الطارف، عنابة، المدية، سكيكدة، الجلفة، بسكرة، غليزان، الجزائر، بومرداس، تمنراست، الوادي وهذا تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعيشها الطالب الجامعي داخل الإقامات الجامعية بداية بالوضع الكارثي لجل الإقامات الجامعية لغياب الصيانة الدورية وصولا إلى الواقع الكارثي للمطاعم والصحة والنقل، وهي المشاكل ذاتها التي دفعت طلبة جامعة بومرداس والبويرة إلى الدخول في إضراب مفتوح منددين أيضا بنتائج الماستر.
الاتحاد الطلابي الحر: نريد الملموس
كما طالب الاتحاد الطلابي الحر من جهته في بداية الموسم الجامعي بضرورة التحرك السريع لتحسين مستوى الخدمات الجامعية بدل الدخول في نفق التصريحات والرد عليها، مؤكدين أن الدخول الجامعي يحتاج إلى وقفة حقيقية من قبل وزارة التعليم العالي في وجه التلاعبات المسجلة في تسيير الخدمات الجامعية، مشيرين إلى أن حجم الميزانية المرصودة لا تتوافق مع مستوى الخدمات المقدمة.
وفي هذا السياق دعا بيان للاتحاد تلقت “الحوار” نسخة منه، وزير التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار إلى العمل على رفع مستوى الخدمات الجامعية بما يتلاءم مع الميزانية الكبيرة المخصصة لها مشيرا إلى أن سوء التسيير رهن لسنوات عديدة تحسن قطاع الخدمات الجامعية.
وأضاف البيان أن الطالب بحاجة إلى خدمات لائقة في مقدمتها رفع مستوى معايير النظافة والصحة الجامعية خاصة مع انتشار بعض الأوبئة الخطيرة، ووضع حلول جذرية لمشكل الاكتظاظ الذي تشهده العديد من الأحياء الجامعية مع تحسين الخدمات المتعلقة بالتجهيزات والإطعام، والذي أصبح هاجسا يؤرق الطالب في مسلسل متكرر مع تدني الخدمات المقدمة مقارنة بحجم الإنفاق الكبير الذي عرض في التصريحات الرسمية للوزارة الوصية.
سهام.ح


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)