الجزائر

إضراب الأساتذة ''أربك'' الأولياء تعاطف يشوبه الخوف من العواقب على الامتحانات



 أعادت أجواء الإضراب الذي باشره أمس أساتذة قطاع التربية إلى الأذهان الحركة الاحتجاجية التي شنها الأساتذة في العام 2003، وباستثناء أقسام التلاميذ المقبلين على الامتحانات، فإن الإضراب المفتوح الذي أقرته النقابات كان مصدر سعادة بالنسبة للآلاف منهم وعامل منغص على الأولياء الذين دعوا الوزير بن بوزيد إلى حل مشاكل مستخدمي قطاعه قبل فوات الأوان.
ولم تختلف انطباعات التلاميذ المستجوبين حول الإضراب في معظم المؤسسات التربوية التي زارتها الخبر أمس بالعاصمة، وكانت نقطة انطلاق الجولة الاستطلاعية من إكمالية باستور بالجزائر الوسطى، حيث وجدنا التلاميذ وهم في طريق العودة إلى منازلهم والساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحا فقط، وتبين بعد دردشة قصيرة معهم بأن الأساتذة حضروا إلى المؤسسة ولكنهم امتنعوا عن تقديم الدروس عدا حالتين لم تشاركا في الإضراب.
وبثانوية خير الدين وعروج بربروس المجاورة للمؤسسة المذكورة، فضل التلاميذ البقاء أمام باب الثانوية لتبادل أطراف الحديث، وأكدوا لنا عدم تلقيهم دروس في الفترة الصباحية بسبب إضراب الأساتذة، كما طلب منهم عدم العودة في الظهيرة، وبدت علامات الأسف والحيرة على محيا تلاميذ أقسام النهائي على وجه الخصوص الذين أبدوا تخوفهم من استمرار الإضراب وتداعيات ذلك على البرامج، وهو نفس الانشغال الذي عبرت عنه السيدة حورية التي وجدناها متذمرة من رفض الأساتذة استقبال الأولياء للاستفسار عن الإضراب، ورغم إظهارها لنوع من التعاطف تجاه المطالب المشروعة للأساتذة إلا أنها عادت لتؤكد بأن الأولوية لمستقبل الأبناء ، وأضافت بأن الوزارة مطالبة بالإنصات لانشغالات الأساتذة تفاديا لتكرار سيناريو الاحتجاجات الذي شهده القطاعات في السنوات الماضية.
وبإكمالية الأبرياء الخمسة صادفنا موقف طريف من توقيع التلاميذ الذين رحبوا كثيرا بإضراب الأساتذة، بل حتى أنهم شجعوا فئة المترددين على الانضمام إلى الاحتجاج وسط تشجيعات زملائهم من خارج المؤسسة، واضطر طاقم الإدارة للتدخل أثناء فترة الاستراحة من أجل تهدئة التلاميذ وهم في حالة هيجان لكن الأمور كانت أكثـر هدوءا في ثانوية عمر راسم للبنات التي بدت وكأنها مهجورة، أما بابتدائية الأمومة الواقعة في محيط شارع خليفة بوخالفة، فقد استلم الأولياء أبناءهم في الساعات الأولى من الصباح، فيما أطلعنا تلاميذ مدرسة حليمة السعدية بأنهم زاولوا دراستهم بشكل عادي رغم تأكيد البعض الآخر إضراب الأساتذة في نفس المدرسة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)