الجزائر

إصلاحات على المحك


إصلاحات على المحك
عرف قطاع التربية تطورات كبيرة من خلال سعي الوصاية على رد الاعتبار للمسابقات والشهادات حيث كانت لتصريحات الوزير عبد اللطيف بابا أحمد وقع ايجابي على المهتمين بالقطاع بعد أن أكد بأن نيل شهادة البكالوريا لن يكون صدقة اجتماعية.وبعد أن نجحت الوزارة في سياستها برد الاعتبار للشهادات والمسابقات بمنحها لمستحقيها تسعى لمعالجة مشكل الإضرابات الذي يعود كل سنة من خلال فتح الحوار مع الجميع للوصول الى مناخ ملائم يسمح بترقية النقاش حول قدرات التلاميذ في الاستيعاب ومعالجة مشكل ضعف التحكم في اللغات وغيرها من المشاكل التي أقرتها الوصايا وفتحت ورشات لتصحيحها. ومن بين الرهانات توفير ظروف التمدرس من خلال توفير التدفئة وتعميم المطاعم المدرسية وتوفير النقل المدرسي.
انطلق الموسم الدراسي بتناقضات بين الاكتظاظ داخل الأقسام وغلاء اللوزام المدرسية والكتب وسعي السلطات لحل المشاكل وحلم الأولياء لرؤية أبنائهم يقطفون ثمار النجاح من جهة .. وانتظار المؤطرين تحسين أوضاعهم الاجتماعية جراء ما يرونه تضحية في سبيل تكوين أجيال المستقبل. من جهة أخرى، تبقى المدرسة الجزائرية تبحث عن نفسها في سياق تحولات وطنية وإقليمية يميزها صراع ثقافي وتجاذبات بين أوربا والولايات المتحدة الأمريكية لفرض نمط معين من السلوك على مختلف شعوب العالم.
والمتتبع لتطور السياسة التربوية في الجزائر يقف على كثرة الصراعات حول فرض نظام تربوي معين، فبين الدفاع عن التعريب والدعوة للتفتح على اللغات وبين تشجيع العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية والدقيقة، ما زالت الجزائر تحاول ايجاد أحسن السبل لإرساء معالم نظام تربوي وفقا للهوية الوطنية ويكون حصنا منيعا مستقبلا.
لقد آثار الكثيرون بعض الملفات التي يجب أن تطرح للنقاش على غرار تحديد عتبات الدروس بالنسبة لتلاميذ البكالوريا، وبرز في السنوات الأخيرة مشكل نقص التأطير في ولايات الجنوب وبعض المناطق النائية التي وصل بها الأمر الى عدم الاستفادة من بعض المواد في ظل نقص الأساتذة.
وعليه يبقى التلميذ هو حجر الزاوية في الإصلاحات من خلال وضع آليات تكوين تقنعه بتعلم اللغة الوطنية واللغات الأجنبية والعلوم الدقيقة والإنسانية دون الذوبان في ثقافة الآخرين والتنكر لأصوله وهي الرهانات التي يجب أن يدركها الأساتذة بعيدا عن الإضرابات والجري وراء الدروس الخصوصية لتحسين الوضع الاجتماعي دون إدراك لواجبنا تجاه المورد البشري.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)