الجزائر

إصرار البوركينابيين يفشل الانقلاب!



إصرار البوركينابيين يفشل الانقلاب!
لم يبق الكثير لتعود المياه إلى صفائها في واغادوغو، وتختفي آثار الأزمة التي خلفتها عملية الانقلاب الفاشلة التي قادها الجنرال جيلبار دياندريه الأسبوع الماضي، ليس بسبب وساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي يتواجد عناصرها منذ الجمعة الماضي في واغادوغو، محاولين إيجاد حلول وتقريب وجهات بين طرفي الصراع، الحكومة المؤقتة والرئيس المؤقت، وكذا المجلس الانتقالي الذي يترأسه الصحفي الشريف مومينا سي، والذين رفضوا جملة وتفصيلا بنود، أو بالأحرى شروط الانقلابيين للتراجع وعودة الرئيس المؤقت المتواجد أمس في مقر السفارة الفرنسية بواغادوغو، وعودة العمل بالمسار الانتقالي الذي أجهضته محاولة قلب النظام، والذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية كانت مقررة في 11 أكتوبر الداخل.قلت ليست الوساطة هي من حلت المشكلة في هذا البلد، وإنما لأن البوركينابيين الذين خرجوا السنة الماضية بقوة إلى الشارع في العاصمة واغادوغو والمدن الأخرى محدثين ربيعا إفريقيا في عز الخريف أسقطوا دكتاتورية تجاوزت الربع قرن.البوركينابيون الواثقون في شرعية مطالبهم والرافضون للانقلاب، لم يقبلوا أنصاف الحلول، لما حاول الانقلابيون اللعب على الوساطة وإجبار الحكومة المؤقتة أو الشرعية التي ستأتي بعد الانتخابات على إصدار عفو عام عن عناصر الحرس الجمهوري وعلى رأسهم الجنرال دياندريه، الذي يشك الجميع أن له يد في مقتل الرئيس البوركينابي السابق توماس سانكارا. وهذا ما رفضه شريف مومينا وشرفاء آخرون في بوركينا، هؤلاء الذين وبفضل تجندهم وإيمانهم بشرعية مطالبهم، رفضوا أي تنازل من طرفهم لرجال كامباوري، ومنها السماح لهم بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، تجاوزا لقانون الانتخابات الذي أقصى رجال كامباوري من أي استحقاقات.لكن الذي صنع الاختلاف وأجبر دياندريه على الاعتذار للشعب البوركينابي على ما خلفته تصرفاته من فوضى، وعلى الأرواح التي سقطت هذه الأيام، هو وقوف الجيش البوركينابي إلى جانب الشعب، مساندا مطالبهم المشروعة، آمرا الانقلابيين بتسليم سلاحهم والتزام مقراتهم، مكذبا ادعاءات الجنرال بداية الانقلاب بأن الجيش يدعمه.حتى إزاك (إسحاق) زيدا، الوزير الأول الذي رفض الانقلابيون إطلاق سراحه بعدما أحالوا الرئيس المؤقت على الإقامة الجبرية، عاد إلى بيته سالما ليلة أول أمس، وهكذا بدأت فصول مسرحية سمجة دموية في التفكك، خاصة وأن الجيش مستعد لاستعمال القوة في حال استمرار تعنت الانقلابيين.لكن هل سيتحقق حقا حلم البوركينابيين في بناء دولة ديمقراطية مستقلة بقراراتها؟ سؤال يطرح نفسه بقوة، لأن ”زيدا” الوزير الأول توجه أمس، بعد إطلاق سراحه للاجتماع بالسفير الأمريكي، بينما يتواجد الرئيس المؤقت كافاندو في ضيافة السفارة الفرنسية، ولكل وجهته ومشاربه.بوركينا هي الأخرى حلبة لصراع المصالح الأمريكية الفرنسية، والبوركينابيون وقود الحرب.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)