الجزائر

إصدارات جديدة للكاتب أحمد فضيل شريف



إصدارات جديدة للكاتب أحمد فضيل شريف
أصدر الكاتب الجزائري أحمد فضيل شريف مؤخرا كتابين جديدين يحملان عنوان : " تراث الأجداد على لسان الأحفاد " و الثاني "حب بين كفي القدر " من انجاز الجاحظية .
و يضم الكتاب الأول دويان تراث الأجداد و هو أدب شعبي جزائري في حقل جمالي نثري متنوع في لهجاته و أشكاله و مضامينه تربطه علاقة جوهرية معنى و مبنى و رغم انه لا يزال يفتقر إلى الكثير من الجهد لجمعه و تدوينه في شكل أمثال و أقوال و الغاز و غيره من ذخائر الفلكلور الجزائري الذي يعد لوحة رائعة لايقل في مضامينه و دلالته و جماليته عن الآداب الأخرى إلا أن الكاتب اعتبره قوة دافعة في المحافظة على وحدة و تماسك نظرا لعمق أصالته، و صدق تعبيره و قوة ترابطه ، كما اعتبر إحياء التراث الشعبي هو إحياء للأمة بعد أن طمس عن عمد و قصد في بعض أدوار التاريخ و عن جهل و ازدراء بقيمته في ادوار أخرى من خلال الحكم عليه من منظور فكري متعسف بإحالته إلى شبه وكر لا قيمة له و لا علاقة له بحاضر الأمة و مستقبلها و وحدتها سيما و إن الذاكرة الشعبية لا تزال تحتفظ بنصوص تفيض بحب الوطن انطلاقا من مرحلة المقاومة و مرورا بالحركة الإصلاحية فإحداث الثامن من ماي إلى الثورة التحريرية . الديوان في 107 صفحة ضم أزيد من مائتين مثل شعبي متنوع اللهجات التي كانت و لا تزال متداولة مع تقديم مفهوم لها عن طريق شرح مبسط لمعاني الدلالات باللغة العربية ،العامية و الأمازيغية كقوله :" اللي مايعرفش كار الطير يشويه "بمعنى أن من يجهل قيمة الشيء فانه يضعه في غير موضعه " و قوله أيضا:" كول الخبز يابس وفوت على جارك لابس " و يقصد بذلك ضرورة غلق جميع أبواب الشتيمة و النميمة في وجوه الآخرين حتى إذا اضطررت لأكل الخبز اليابس مادام أن أحد لا يعرف ما اسكت به الجوع .
و نقل الشاعر والكاتب احمد فضيل شريف أيضا العديد من الحكم الهادفة و المعمول بها كقوله " الصدق سيف الله ما وضع شيء إلا قطعه " ، ما أسرع زوال الأموال بالصرف و الإهمال " ، ما طار طير و ارتفع إلى كما طار وقع " و العقل وزير ناصح و الهوى وكيل فاضح" ، و كذا مجموعة من الألغاز العامية برموزها كقوله :" واش راهم البعاد قالو راهم قربو "و التي ترمز إلى العينين ، " ربي ما خلقني وأنا ما نطيع " و رمزها هو الماء ، قبقب كيشوف الماء يهرب " بمعنى الحذاء .
و نجد في ديوانه أيضا بعض المحاجيات التي كانت الجدات تتداولها في أحاديثهن قديما و لاتزال مأثورة لحد اليوم مثل قولهن :" رجلو في الطين يشرب فالقهوة و الفناجل فارغين " ، " الدار كاينة و التراب مكانش الموت كاينة و الجبانة مكانش " و حاجيتك لوما هوما ماجيتك " بالإضافة إلى بعض القصص الفكاهية و المحفوظات الشعبية و البوقالات .
حب بين كفي القدر
و في كتابه الثاني الذي يحمل عنوان " حب بين كفي القدر " و التي هي عبارة عن قصة شبابية تخص مرهفو الحس و ملتهبو العواطف الذين ينساقون وراء أهوائهم و يستجيبون لنداء قلوبهم بدل عقلهم حيث ارتأى الكاتب من خلال هذه القصة تقديم بعض النصائح و الإرشادات التي يجب أن يتقيدوا بها في حياتهم خاصة الذين عاشوا تجارب عاطفية فاشلة و خرجوا مهزومين من ساحات الحب وراحوا ينقمون على هذه الدنيا و ينعتونها بأبشع النعوت و ذلك تعبيرا و كرد فعل لما بات يختلج في صدورهم من غيط و غضب إلى درجة أنهم فقدوا لذة الحياة و حلاوة العيش و منهم من ركن إلى اليأس و القنوط حتى أصبح الموت و الرحيل أهون عندهم من العيش على ظهر البسيطة بعيدا عن الحبيب المزعوم ،
و تروي القصة قصة شاب أضناه الألم و أتعبته الحياة لكنه صمد و قاوم وكان في كل مرة يكتب له الفرج بعد أن تضيق عليه الدنيا بما رحبت و تستحكم حلقاتها إلى درجة اليأس و القنوط ، و تضم أيضا رسالة من الكاتب إلى الشباب مفادها أن الفشل في تجربة عاطفية ليس هو نهاية العالم بل هو البداية في رحلة البحث عن شريك العمر و رفيق الحياة كما أوصاهم بعدم الاستسلام للفشل و الرضوخ لمرارة الانهزام لان العيب ليس في أن نقع و إنما العيب أن ننهض كلما و قعنا .
يذكر فقط أن احمد فضيل شريف من مواليد 1940 بمدينة فوكة ولاية تيبازة ، التحق بجامعة الجزائر لتحضير شهادة الليسانس لكنه لم يسعفه الحظ لذلك و تقلد عدة مسؤوليات سياسية من البلدية إلى المجلس الشعبي الولائي و بعد تقاعده عين مديرا لجامعة التكوين المتواصل كما تقلد العديد م المناصب بداية من عميد للكشافة و رئيس جمعية محو الأمية " الأمل" ثم رئيس كتلة حزب جبهة التحرير الوطني و كاتب عام لجمعية 8 ماي 1945 ثم أمينا عاما للجان و الجمعيات المساندة لرئيس الجهورية و عضو المجلس الولائي و نائب بالمجلس الشعبي البلدي و قد ألقى العديد من المحاضرات في مناسبات كثيرة كان آخرها " الملتقى المغاربي للنشيد الوطني و الأنشودة التربوية بولاية سطيف " و ساهم في عدة بحوث تخص التربية و التعليم في عدة ولايات و له دوان شعر " ربيع الحياة و روح المناسبات " و مؤلف في التراث الشعبي بعنوان " في رياض الأدب الشعبي " و قد أدرج اسمه ضمن معجم العلماء و الأدباء الجزائريين الصادر عن دار الحضارة للكاتب رابح خدوسي
إيمان ق


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)