إشكالية الحرف صراع مفتعل ودور الأوراس مُقزّم في ترقية الأمازيغية

وصفت شبكة "أوال" للكتاب والباحثين بالأمازيغية في منطقة الأوراس، السجال الدائر حول الأكاديمية الأمازيغية الجزائرية بأنه ناتج عن الضبابية في تعريف آليات ومهام الأكاديمية من طرف الهيئات الرسمية، ما أثار حسبها المزايدات والخوف من تكرار السلبيات التي رافقت الهيئة الرسمية المكلفة بترقية اللغة الأمازيغية خلال العشرين سنة الماضية.دعت شبكة "أوال" للكتاب والباحثين بالأمازيغية بمنطقة الأوراس في بيان لها إلى ضرورة تقريب الأكاديمية من منبع كل المتغيرات الأمازيغية، وإنشاء ملحقات لها داخل الحرم الجامعي، تكون مهمتها العمل على متغيرات المنطقة، والاستفادة منها باعتبارها منبع الثراء، مضيفة بأن الجدل القائم حول الحرف غالبا ما تغذيه المصالح الضيقة الساعية إلى كسر جهود توحيد الصف وتغليب الحكمة والمنطق، ما فتح حسبها المجال لنقاش غابت عنه الموضوعية والقاعدة العلمية.
وبخصوص حرف التيفناغ، فاعتبرته شبكة "أوال" عنوان الأصالة ورمزا للهوية وفخر للغة الأمازيغية، لكن غياب قاعدة موحدة لاعتماده وتبنيه رسميا من شأنه أن يجمد كل نشاط أو عمل إبداعي حتى إشعار آخر، مما يستنفذ الجهد والوقت في مرحلة تتطلب حسب شبكة "أوال" تسريع الخطى، وتفادي الصراع الوهمي بين حروف الكتابة الذي سيؤثر حسبها سلبا بخصوص ترقية اللغة الأمازيغية.
من جانب آخر، أكدت شبكة "أوال" بأن مسالة توحيد الحرف أصبحت أكثر من ضرورة، وحسبها لن تفضي مسألة تعدد الحروف سوى إلى تقوقع بعض المتغيرات وتقهقرها قبل فنائها بصفة تدريجية، مشيرة بأن الخط العالمي الموحد (اللاتيني) يعتبر المخرج الآمن الذي يحتمه الظرف الحالي للحفاظ على كل المتغيرات بنفس الدرجة من الأهمية، وهذا يحتاج حسبها إلى قرار شجاع وعقلاني، لغلق ملف إشكالية الحرف المثار مؤخرا، مع استمرار العمل الجاد والعلمي لترقية وتوحيد التيفناغ بصفة نهائية، وهو ما يتطلب حسبها وقتا وعملا أكاديميا من طرف أخصائيين في هذا الميدان .
وفي السياق ذاته، أشارت شبكة "أوال" إلى مشكل محدودية تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في ولايات الأوراس، داعية إلى تسريع إجراءات إجبارية تعليمها في جميع المؤسسات التربوية، وإصدار قانون توجيهي للتربية الوطنية يتماشى ونص الدستور الجديد.
وإذا كانت شبكة "أوال" قد انتقدت تقزيم دور الأوراس المساهم في ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية، بسبب ما وصفته بمركزية تسيير القنوات المرئية العمومية ووسائل الإعلام، فقد دعت في الوقت نفسه إلى إنشاء ملحق جهوي للقناة الأمازيغية الرابعة في الأوراس، مع تفعيل القوانين الخاصة بالمهام الموكلة للقنوات الإذاعية المحلية فيما يخص ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية.