إسهام الإصلاحات التربوية للمناهج الدراسية الجزائرية في تربية المواطنة القومية و العالمية

يحظى موضوع التربية و التعليم في المجتمعات المعاصرة باهتمام مركزي من طرف مختلف الفاعليـن السياسيــيـن و الثقافيين و الاجتماعيين و التربوييــن، و ذلك لأنها تساهم في صنع السلوك الاجتماعي، حيث يتمحور الهدف العام و الغاية السامية للنظم التربوية في إعداد المواطن الصالح الذي يسعى لبناء وطنه و تحقيق تطلعات مجتمعه. و يبدو أن البلدان قد وعت ذلك، فقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين جهودا حثيثة و متنامية لإصلاح النظم التربوية، و الجزائر كغيرها من البلدان انتهجت سياسة إصلاح شامل لنظامها التربوي بتجديد و تحديث غاياته و أهدافه على اعتبارات مجتمعية بغية تحقيق هدفين أساسين، هما مواكبة التحولات الفكرية و الاجتماعية و الاقتصادية والحضارية ضمن موجة التغيرات العالمية المتسارعة و المتتالية من جهة، و تحسين المخرجات التعليمية و تكوين أفراد قادرين على بناء وطنهم من جهة أخرى.