الجزائر

إسلاميون مع وقف التنفيذ



إسلاميون مع وقف التنفيذ
نعم، دشنا الديكتاتورية بعد وفاة الرسول
جاءتني رسالة إلكترونية عبر بريدي الإلكتروني لأحد الطلبة كما ذكر ذلك ولم أشأ ذكر اسمه لأنه لم يأذن لي بذلك، وهذا نصها الذي أجيب عنه بالتفصيل بإذن الله: ”حقيقة أن اليهود هم أفضل منا حاليا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، ولكن من أوصلنا إلى هذا يا أستاذ سلايمية أليس الحكام العرب؟ وعندما تقول أنه بعد الرسول حلت الديكتاتورية فهل يعني أنك تطعن في كل المراحل الإسلامية وبخاصة أن مرحلة بعد الرسول هي المرحلة الذهبية وإذا كان العكس كما ترى أنت أرجوك أن توضح لي وللقراء في مقالك القادم بالدليل والتفصيل فإنني وكثير من الشباب الجامعي المثقف في حيرة وتعجبنا كتاباتك وهذه الأسئلة هي بالنسبة لي إن لم تقنعني تعني ”هذا فراق بيني وبينك” وأرجو الإجابة وشكرا.
أشكر السائل الكريم على اعترافه أولا بأن اليهود -وأنا أقول ”الصهاينة”- هم أفضل منا اقتصاديا واجتماعيا، وأزيد فأقول: وعسكريا وثقافيا وديمقراطيا وتلاحما وتكاتفا وتراحما، لأن أزمة الشتات التي أذاقتهم الذل والهوان قد علمتهم وهم يحترقون بنارها كيف يجب أن يخرجوا منها منتصرين في تحقيق حلم العودة إلى الوطن الأم كما يحلو لهم ذلك من خلال الحبل الذي ربطوه بإتقان وإحكام مع الكثير من الأمم والشعوب، بعدما تيقنوا أن الحبل الذي يربطهم بالله مبتوت منذ كفروا بمحمد وتآمروا عليه، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وقد ناب عنهم في الكفر بمحمد ومحاولات تشويهه كثير من حكام العرب والمسلمين بتواطؤ مع المحسوبين من العلماء.
والناس في هذا الباب على أربعة أنواع لا خامس لها كما عهد ذلك مني من قرأ لي الكثير من الرباعيات في شتى المجالات
1 - ربط حبل الطاعة بالله وحبل المودة والعلاقات الطيبة مع الناس، وهذا يمثل قمة النجاح وهو ما فعله الرسول محمد صلى الله عليه وآله المبعوث رحمة للعالمين فكان من أخلاقه أن صلى على كبير المنافقين ابن سلول، وهو في الوقت نفسه يربط حبله بالله إلى درجة أن تفطرت قدماه من كثرة القيام.فحقق في 23 سنة ما لا يمكن لبشر مهما كان عبقريا ومهما كان له من الأنصار والأتباع أن يحققه ولو طال عمره كعمر نوح عليه السلام ”وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”. وهذه أيها السائل الكريم هي المرحلة الذهبية التي مر بها الإسلام في حياته عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وما سواها من المراحل يجب أن توزن بموازين هذه المرحلة لا بغيرها من الموازين.
أعيا الفلاسفة الماضين في الحقب ** أن يصنعوا ذهبا إلا من الذهبِ
أو يصنعوا فضة بيضاء ناصعة ** إلا من الفضة المعروفة النسبِ
من راح يطلبها من غير معدنها ** أمضى حياته في الإخفاق والتعبِ
2 - ربط حبل الطاعة بالله مع قطع حبال العلاقات الطيبة مع البشر،بل قطعها حتى مع المؤمنين، وهو ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وآله فقال: ”لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”. وواضح جدا من خلال استقراء التاريخ أن ربط العلاقة بالله مع قطعها مع الناس يؤدي إلى الضمور ثم إلى السقوط مع خسران الدارين، ولذلك بشر الرسول تلك المرأة التي قالوا له عنها إنها تصوم النهار وتقوم الليل ولكنها تؤذي جيرانها..بشرها صلى الله عليه وآله بقوله ”إنها في النار”.
3 - قطع حبل العلاقة بالله مع ربطها بإتقان مع البشر وقد مثل هذا الدور بإتقان الصهاينة في شتى أصقاع العالم، وشاهد ذلك ما جاء في قوله تعالى: ”ملعونين أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس” ومعلوم كما أوضحت ذلك أن حبلهم بالله مبتوت ولكن حبلهم الوثيق بالناس حقق لهم العودة والدولة والوحدة والرخاء الاجتماعي في ظل الرخاء الاقتصادي، في الوقت الذي تمثل فيه علاقة العرب بالناس وبالله الوهن الأوهن من بيت العنكبوت، وإن دل صنيع الصهاينة على شيء فإنما يدل بالأساس على حرية كسب الأفعال وأن الله لا دخل له في تقدم هذا وتأخر ذاك”من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا”.
4 - قطع حبل العلاقة بالله مع قطع حبل العلاقة مع البشر، وقد مثل عرب اليوم هذا الدور بإتقان بعد أن عبدوا الله على حرف فخسروا الدارين، فلا هم من الدنيا بمتمكنين كالصهاينة، وما هم من الآخرة على يقين ”ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه، خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين”.
وعندما تقول لي أيها السائل الكريم إن من أوصلنا لهذا هم الحكام العرب وأنا أقول حكام المسلمين فأي حكام تقصد بالضبط؟ وإنني لأستشف من قولك الحكام العرب استثناءك حكام المرحلة التي أسميتها في سؤالك بالمرحلة الذهبية وهذا هو مربط الفرس في الخطأ الجسيم الذي يقترفه كثير من علماء المسلمين ويضلون به السواد الأعظم من المسلمين، وفي الوقت نفسه ينفرون به الآخرين من غير المسلمين الذين يرغبون في الدخول في الإسلام فيصطدمون بتزكية البيعة بالإكراه ووجوب قتل من لم يُبايع أمير المؤمنين.
إن المرحلة التي جاءت مباشرة بعد مرحلة الرسول الكريم ليست ذهبية كما يريد أن يصورها زيفا من تعوزهم الحجة والدليل إذا قلت لهم هل كانت فيها حرية المعارضة وحرية التعبير والتفكير؟
بقلم: الصادق سلايمية
Saddek_s@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)