الجزائر

إسرائيل تتعمّد إبقاء قطاع غزة بين الحياة والموت



إسرائيل تتعمّد إبقاء قطاع غزة بين الحياة والموت
يجلس أبو خالد وجيرانه الثلاثة يتجاذبون أطراف الحديث ويتقاسمون مرارة وقسوة المعاناة التي فرضتها عليهم الحرب الإسرائيلية، وينسجون آمالهم من بصيص أمل في إعادة إعمار بيوتهم المدمرة ويخشون من أن تتحوّل مع مرور الزمن إلى سراب.تقول إحدى النازحات: “لا مأوى لنا، ننتظر دخول مواد بناء الإعمار، وما تراه واضح للعيان، قاعدين تحت ركام بيتنا.. نتلقى وعودا كثيرة بالإعمار والمساعدات، لكنها مجرد فقاعات هوائية سرعان ما تنفجر”.وليس بعيدا عن منزلها، يطل الشاب محمد حمد، وطفلاه من نافذة منزله المدمر، وقد ستر النافذة بقطعة من القماش كدحتها الشمس وغيّر لونها غبار المشاة، صدح علي بكلام عفوي يا صحفي “أنا أنتظر إعادة بناء بيتي، لكني أعلم أن ذلك بالنسبة لي حلم سيستغرق وقتا لتحقيقه”.ويبقى حلم المواطن الفلسطيني حمد بإعادة إعمار منزله الذي دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على القطاع بعيد المنال، ولا يملك سوى إفادة من وزارة الإسكان الفلسطينية تشكل وعدا هشا، لكن للأسف تبقى هذه الوثيقة حبرا على ورق.وإلى الشمال قليلا حيث حي الشجاعية، وتحديدا بمنطقة الشعف الذي تغيرت بعض ملامحه على الخريطة جراء الدمار الذي طالته آلة حرب إسرائيل، تسكن عدد من العائلات في كرفانات.نضال سعدي أحد سكانها يبكي حالها “الحياة في الكرفانات صعبة في أجواء الشتاء والمطر والبرد وفي الأجواء العادية”، تفتقر لأدنى الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه”.بدت علامات التبرم والتذمر في حديث من التقت بهم “الخبر” من أصحاب المنازل المدمرة، الذين طالبوا ضمائر العالم بضرورة الوقوف عند مسؤولياتهم، فقد تسببت الحرب في تدمير عشرة آلاف وحدة سكنية بشكل كامل، وثمانية آلاف وحدة بشكل جزئي، بحسب إحصائيات وزارة الإسكان والأشغال العامة الفلسطينية.وما يزال نحو 100.000 شخص من النازحين الذين دمرت بيوتهم، يقطنون مراكز الإيواء والمساكن المؤقتة أو لدى عائلاتهم، كما تعيش عشرات الآلاف من الأسر الأخرى في منازل تعرضت لأضرار كبيرة خلال الحرب. ويتساءل المواطنون المدمرة منازلهم في غزة، عما يمكن أن تؤول إليه أمورهم المأساوية، في ظل تحذيرات أن عملية إعادة إعمار قطاع غزة قد تستمر إلى 100 عام، في حال استمر الحصار المفروض على القطاع.وأوردت مؤسسة “أوكسفام” الدولية الخيرية، بأن تراجع كمية مواد البناء الأساسية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، يجعل الوضع يزداد سوءا بعد مرور 6 أشهر على وقف العدوان على غزة، مطالبة بإنهاء الحصار بشكل عاجل. وحول إطالة إعمار غزة، أجمع مراقبون سياسيون على أن التذرع بتعطيل الإعمار نتيجة الانقسام الداخلي، أمر غير صحيح، وهو يعود لسياسة عقاب جماعي تنتهجه إسرائيل وبغطاء دولي، وذلك بعد الانتصار العسكري الذي حققته المقاومة الفلسطينية خلال المواجهة الأخيرة. في أحاديث منفصلة، قال غزاويون ل”الخبر”، إن المجتمع الدولي يستجيب للضغوط الإسرائيلية فيما يتعلق بإطالة إعمار قطاع غزة، وإن إسرائيل معنية بإبقاء الوضع في القطاع بين الحياة والموت.وهؤلاء النازحون الذين رووا ل”الخبر” آلامهم، هم عينة لآلاف المواطنين الذين دمر الاحتلال منازلهم، ويتعجّبون لمدى خداع العالم لهم بعد سماعهم لمليارات ستضخ لصالح إعمار غزة، أكثر من خمسة مليارات دولار وعد بها أهل غزة لإنعاش أوضاعهم، التي تعهدت الدول المانحة بدفعها لصالحهم، تنطبق عليها مقولة “أُذنٌ تسمع وعينٌ لا ترى”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)