إسرائيل.. الخطأً التاريخي وخطيئة الجغرافيا
بقلم: فارس الحباشنة
إسرائيل لا تبحث وتحتاج إلى اختراع ذرائع لتبرير عدوانها على قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية. عدوان إسرائيل مستمر منذ عام 1948 وما قبله!
و إسرائيل تشن حربا تحت عذر اقبح من ذنب وذريعة صهيونية لقتل وابادة الاغيار وهم غير اليهود وردع قوة حزب الله والمقاومة.. ويبدو ان مسلسل حروب إسرائيل في الشرق الاوسط لن ينتهي. وحاخامات اورشليم يسبقون الجنرالات في الدعوة إلى الحرب وتوسيع دائرتها اقليميا والتمهيد وفرش الارضية لحرب كبرى وشاملة.. وفي الحرب على جبهتي غزة وجنوب لبنان فانهم يفصحون عن فوبيا إسرائيلية من قوة المقاومة وما يسمونه في استراتجية القوة الإسرائيلية اجهاض اي قوة وليدة ومنافسة في الشرق الاوسط وبلاد الطوق العربي.
و حرب غزة ومجزرة ابادة مليون مواطن فلسطيني فان إسرائيل في بدايات الحرب قدمت سردية تقول: ان إسرائيل تعرضت إلى هجوم وحشي من قوى ارهابية وقوى غير مدنية وحضارية وانها الدولة الديمقراطية والعصرية والمتقدمة الوحيدة في الشرق الاوسط وقدرها مواجهة قوى الشر.
دولة الاحتلال منذ ولادتها لم تهدأ في افتعال وخلق حروب. والمؤرخ البريطاني ارنولد توبيني عندما زار فلسطين في خمسينات القرن الماضي قال ان الصهيونية لن تحيا دون مزيد من الحروب. وان السلام هو مقتلها. بل ان إسرائيل تختلق كل السبل والاساليب لاعاقة تحقيق الحد الادنى منه.
العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان اثار استنكارا عالميا واشمئزازا من صورة إسرائيل ولاقصى ما يمكن تصوره من قبح وبشاعة وذلك في اعتراف من مفكرين وفلاسفة يهود.
حرب إسرائيل على لبنان وقد تكون محاولة للانتحار الإسرائيلي.. وهو انتحار فريد من نوعه استراتجيا وسياسيا وعسكريا ووجوديا.. واذا ان إسرائيل في مأزق كبير وتبالغ في استخدام القوة المطرفة لكي تحافظ على مزيد من البقاء.. فما بني على خرافة واساطير ووهم فسرعان ما قد يتبخر ويموت.
الفرصة مواتية عربيا..ولكن العرب مشغولون كثيرا في شجون وقضايا كبرى ومشغولون في الخصومات العربية/ العربية.. ومشغولون في حرب التسلية والملاهي.. وينسون من هو عدو الحقيقي والعدو المشترك.. واللحظة الراهنة من عمر الصراع مع إسرائيل لا تقبل اي تأخير أو مماطلة أو استثناء والتوقيت يفرض ذلك حرفيا.
و في غزة إسرائيل تقوم باعادة تدمير الدمار وتقصف اطلالا وخرائب.. وتقتل الألوف من البشر مرة ومرتين وثلاث مرات.. وتفرض حصارا على المقابر وجثث وموتى وركام.
دعاوى وصلوات العرب والمسلمين هل تصل السماء ؟ وأي من الاديان قد يدل ضمائر الانسانية على ارض غزة ولبنان ؟ والسماء تخجل عندما تطل على ارض غزة ولبنان. فلا من يعمل لازالة لبنان واللبنانيين وفلسطين والفلسطينيين من الخريطة سوف ينتصر وينجز مشروعه. فلا يأس ولا خيبة انه الامل بالمقاومة.. لبنان ذاق مرارة الحروب وفي حربي 2000 و2006 لقن إسرائيل درسا في المقاومة والصمود.. والآن إسرائيل دولة الخطأ التاريخي سوف تتحول إلى خطيئة جغرافية على ايدي المقاومة وحزب الله.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/09/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php