الجزائر

إرهابيو الجزائر وإرهابيو سوريا



بعيدا عن مبالغة قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، من أن عدد الهاربين من وحدات الجيش السوري النظامي باتجاه المعارضة، قد بلغ ثمانين ألف منشق... بعيدا عن هذا الرقم، لا يمكن لعاقل إنكار حقيقة أن الآلاف من الجنود السوريين وعشرات الضباط قد انشقوا بالفعل وهم يقاتلون الآن في صفوف الجيش السوري الحر.
لنساير أطروحات النظام السوري، ونقر بأن من يحمل السلاح في سوريا ضد نظام آل الأسد هم إرهابيون، فهل يعقل أن يتمكن إرهابيون من احتلال أو تحرير مدن سورية بل واحتلال أو تحرير أحياء بكاملها في دمشق؟
لقد عشنا في الجزائر إرهابا لا ولم ولن يضاهيه إرهاب آخر، وفي ظل سلطة كانت أضعف من سلطات النظام السوري بعشرات المرات، لكن مع ذلك لم يتمكن الإرهابيون المسنودون معنويا بنتائج انتخابات تشريعية منحتهم ثقة الشارع، وبتعاطف معظم الدول الغربية معهم... لم يتمكنوا من احتلال قرية جزائرية واحدة على امتداد جغرافيا القارة الجزائرية التي تفوق مساحة الأرض السورية بمرات ومرات... كل ما تمكن منه إرهابيو الجزائر أيام عزهم، هو إقامة حواجز أمنية على هذا الطريق أو ذاك، وهذا بعد العصر أو قبيل المغرب، وليس في وضح النهار، كما تمكنوا من دخول بعض القرى المعزولة والتجوال بين بيوتها فيوحون لأنفسهم وللقرويين البسطاء بأنهم قوة، وقد كانوا بالفعل أقوياء، لكن على مستوى تلك القرية، وتكفي الإشارة هنا إلى أنهم ذبّحوا بالفعل سكان قرى بأكملها... فهل يستطيع إرهابيو سوريا وفي ظروف هذه الأيام وليس ظروف الأمس احتلال أحياء بدمشق وتحرير معظم أحياء حلب، بل وأكثر من هذا يحولون دون تمكن الجيش السوري القوي العدة والعدد والعقيدة من تحرير حلب من قبضتهم بالرغم من الفارق في السلاح والتسليح؟
إن معركة حلب كشفت وتكشف أن المعركة الدائرة في سوريا هذه الأيام، هي بين مقاتلين محترفين انشقوا عن جيشهم، وبين زملاء لهم ما زالوا في الجيش النظامي، وليست معركة بين إرهابيين وجنود جيش نظامي محترف... ووراء هذين الطرفين بطبيعة الحال سلطة حاكمة، ومعارضة بيّنت بالدليل أن لها امتدادا شعبيا مكنها من الصمود طيلة هذه المدة في وجه جيش كان بالفعل قوي العدة والعدد والعقيدة، قبل أن يزج به النظام الحاكم في معركة ضد الشارع... وما دامت ضد الشارع فلن تكون إلا خاسرة، لأن الشارع منتصر لا محالة وفي كل الحالات، فلماذا هذا الإصرار على الحرب والدمار نظير كرسي يعتليه شخص ليس مهما إن كان اسم معتليه بشار الأسد، أو زيد أو عمر... لماذا يصر هذا البشار على نهج القذافي المعروف النهاية لكل ذي بصر وبصيرة؟
لنفرض أن جزءا من السوريين يحبون بشار الأسد، فهل ذلك مبرر لتدمير سوريا ودك مدن بكاملها على رؤوس سكانها؟

[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)