الجزائر

إرهاب الطرقات يضرب مرة أخرى!



إرهاب الطرقات يضرب مرة أخرى!
حوادث المرور في بلادنا تنافس يوميا من حيث عدد القتلى، ما تخلفه الغارات الإسرائيلية على غزة، بعد أن تحولت الطرقات في الجزائر إلى كمائن تتربص بالمسافرين.حادثة أفلو بالاغواط التي راح ضحيتها الثلاثاء 17 قتيلا وعشرات الجرحى، تمثل جزءا ضئيلا من الحصيلة الشهرية أو السنوية لضحايا الطرقات.ستبقى الطرقات تقتل يوميا المزيد من الجزائريين، بسبب الوضعية المزرية التي تعرفها الطرقات، خاصة في المدن الداخلية.أما الطريق السيار الذي اكتشفت كل عيوبه حتى قبل انتهاء الأشغال به واستلامه نهائيا، فقد تحول هو الآخر إلى سبب لحصد المزيد من الأرواح، مع أن الطرق السيارة أنشئت لتفادي الاصطدامات بين السيارات المتجهة في وجهتين مختلفتين!؟لكن المصيبة أن لا أحد من المسؤولين سئل عن أسباب هذه الكوارث، لا الوزير المكلف بالأشغال العمومية، ولا مؤسسات الطرقات، ولا المسؤولين المحليين!؟والمسؤولية يتقاسمها الجميع، بمن فيهم السائقون، خاصة سائقو الحافلات وسيارات الأجرة الذين يتسابقون على من يكسب أكثر، معرضين حياة المواطنين إلى الخطر مثل حادثة أمس، التي يحدث مثلها العشرات سنويا.المسؤولية أيضا تقع على عاتق وزارة التجارة التي لا تراقب نوعية السيارات المستوردة، والتي أغلبها علب كارتونية لا تصمد في حال الاصطدامات مما يؤدي إلى ارتفاع حصيلة القتلى في كل مرة إلى أرقام خيالية، ويكفي مشاهدة حالة هياكل المركبات التي تتعرض إلى حوادث لنعرف مدى الاستهانة بحياة الجزائريين.لن يحرك حادث “أفلو” ساكنا، ولن يكون أكثر من رقم تتداوله وسائل الإعلام، ولن يبحث أحد من المسؤولين إيجاد حلول لهذه الكوارث، التي ارتفعت بارتفاع وتيرة استيراد المركبات الآسيوية الهشة، وغياب التحسيس بمخاطر الطرقات والسرعة المفرطة، مثلما كان ذلك سنوات الثمانينيات وقبلها، عندما كانت المؤسسات الإعلامية والاجتماعية تقوم بدورها على أكمل وجه.أتذكر نهاية سنة 1987، عندما وقع حادث اصطدام بين حافلتين بالقرب من عين آرنات ليلا، وكانت الحافلة القادمة من سوق أهراس إلى الجزائر الأكثر تضررا ولقي ما لا يقل عن عشرة مسافرين حتفهم، وقتها تحول الحادث إلى مأساة وطنية، وأرسلت وزارة النقل موفدين بسرعة إلى المكان للتحقيق في الأسباب، وتحولت جنازة الضحايا إلى جنازة وطنية، حضرها الوزراء ومسؤولون على أعلى مستويات ورافقها أكثر من ذلك حملة إعلامية للتحسيس بمخاطر الطرقات، وما تخلفه من ضحايا ومعاقين، وما يكلف ذلك خزينة الدولة من خسائر.اليوم، لا أحد يهمه الأمر، وحدها الأسر المنكوبة تتجرع مرارة ألمها. في انتظار تكرر المأساة في جهات أخرى؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)