هذا المقال هو نسخة حرفية تقريبا لمحاضرة تبقى في الذاكرة لإدوارد هاليت كار سُلّمت لجامعة إبريستويث في 14 أوكتوبر 2004. حاججتُ فيها بأنّ إدّعاءات كار المركزية في كتابه "أزمة العشرين سنة" تبقى سارية المفعول إلى اليوم. لقد أكّد في عمله الواقعي هذا أنّ الدول هي الفواعل الأساسية في السياسة العالمية وأنّها تبقى ملتزمة بشكل عميق بمواصلة –سياسة- تحصيل القوة على حساب بعضها البعض. لقد حاجج أيضا بأنّ الحياة الفكرية البريطانية في أيامه كانت مهيمن عليها من قِبل المثاليين الذّين تجاهلوا سياسة القوة بشكل واسع. وبالرغم من التحوّلات الكبرى التّى أخذت مكانها في العالم منذ سنة 1939، في الوقت الذّي نُشر فيه كتاب "أزمة العشرين سنة"، فقد ظلّت الدول مهيمنة على النظام الدولي وأنّها لا تزال تولي اهتماما حذرا بميزان القوى. علاوة على ذلك فإنّ المثالية تهيمن اليوم على مدارس العلاقات الدولية في بريطانيا، أكثر ممّا كانت عليه في أواخر ثلاثينيات القرن المنصرم. حقيقة فإنّه من الصعب العثور على منظّر واقعي في الأكاديمية البريطانية المعاصرة، هذه الحالة كانت ستمثّل على الأرجح صدمة مؤكدة لإدوارد كار لو كان اليوم على قيد الحياة، لقد حاججتُ بأنّ هذا التحيّز القوي ضد الواقعية لهو تهور وحماقة وأنّه لا يسيء إلى الطلاّب وحسب ولكن إلى الباحثين المثاليين أيضا المبغضون للواقعية إلى حدّ كبير.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/12/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - جلال خشيب
المصدر : المجلة الجزائرية للأمن والتنمية Volume 6, Numéro 1, Pages 597-609 2017-01-01