حمّل زين الدين العربي إمام مسجد ابن فارس بالقصبة وعضو بالمجلس الإسلامي الأعلى، الأولياء مسؤولية انسياق الفتيات وراء مختلف أنواع المخدرات. كما اعتبر بعض الهيئات كوزارة الشؤون الدينية والتربية والتعليم العالي، مقصّرة في مجال التوعية من خلال العمل الجواري، وقال: "أثبتت الدراسات الميدانية أن 30 بالمائة من الطلبة والطالبات يدمنون المخدرات على مستوى الجامعات والثانويات، وبالتالي تأثر الفتاة بهذا الواقع وارد بدافع الفضول، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر".تدفع المشاكل العائلية التي تعيشها بعض الأسر، بالأبناء حسب الإمام زين الدين العربي إلى محاولة الهروب منها بالنسيان، وهذا الأخير لا يتحقق إلا بالإدمان على بعض أنواع المخدرات، التي أصبحت متوفرة بشكل ملفت للانتباه! وبما أن الفتيات هن اللواتي يشهدن مختلف الخلافات العائلية؛ بحكم أنهن يمضين معظم الوقت بالبيت، فنجدهن يفضّلن غض الطرف عن هذه النزاعات بالإقبال على تناول بعض المخدرات التي أصبحت متاحة على مستوى الثانويات والجامعات! وهو ما يفسر إقبالهن عليها في سن مبكرة طبعا عن طريق رفقة السوء، التي تصبح الملاذ الآمن لهن. والمشكل الذي يُطرح أن الأمر لا يتوقف عند مجرد الاستهلاك للنسيان، وإنما تدفع النشوة إلى البحث عن المزيد، ومن هنا تبدأ رحلة الإدمان التي يصعب وضع حد لها.ومن بين الأسباب التي يعتبرها محدثنا محفّزة على تعاطي المخدرات، حالة الفراغ الديني التي تعيشها الفتيات اليوم، والتي تتزامن ومختلف المشاكل العاطفية التي لا تجد لها موجها نفسيا أو مرشدا عائليا؛ "من أجل هذا يضيف نجدها تبحث عن علاج بالإدمان على شبكة الأنترنت. وفي غياب الرقابة تضيع في عوالم تُفقدها قدرتها على التحكم في بعض المبادئ الشرعية، ومن ثمة تجعلها تنساق وراء تقليد بعض ما يقع عليه بصرها، ومقاسمة بعض الغرباء صداقات مشكوك فيها، الأمر الذي يقودها إلى الإدمان، ناهيك عن الجهل بالأضرار التي تُحدثها هذه الآفة على الصحة؛ لأن الحلاوة التي تجدها الفتاة من تعاطي المخدرات تجعلها لا تكترث للأضرار الصحية، بل وتتفطن لها في وقت متأخر.الأولياء، في رأيي، لا يقومون بدورهم كما يجب؛ فتحرر الفتاة، من جهة، بإدمانها على الأنترنت. "وتوفّر مصروفها اليومي أسهم في انحرافها"، مؤكدا: "المطلوب اليوم هو إلحاق المدمنات بمراكز العلاج لإخضاعهن للفحوصات اللازمة، وتخليصهن من هذه الآفة، ومن ثمة إلحاقهن بالمساجد للمشاركة في الدورات الدينية، هذه الأخيرة رغم أهميتها لا تقبل عليها الفتيات، وبالتالي يقع على الأولياء الدفع ببناتهن للالتحاق بالمساجد للاستفادة من الدروس التي تقدمها المرشدات".ويقول الإمام زين الدين إن كلا من وزارة الشؤون الدينية والمؤسسات التربوية ووزارة التعليم العالي، مدعوّة إلى وضع استراتيجية ميدانية جوارية عن طريق عقد الندوات الأسبوعية، والمعارض التحسيسية لتحفيز المدمنين عموما، والفتيات خصوصا؛ كونهن يمثلن نصف المجتمع وعماد الأسرة الصالحة على ترك هذه السموم والخضوع الطوعي للعلاج.وبالمناسبة يقترح على وزارة الشؤون الدينية أن تعيد تفعيل الدورات الأسبوعية لفائدة الأئمة والخطباء حول موضوع المخدرات في الثانويات، "هذه الأخيرة التي سبق وأن بادرنا بها في سنوات التسعينات كما يقول وكانت نتائجها مذهلة بالنظر إلى التجاوب الكبير للطلبة والطالبات، وهي متوقفة اليوم، والمطلوب إعادة تحيينها بموجب عقد شراكة بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة التربية والتعليم".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/02/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com