إدانة موظفي بريد الجزائر المتورطين في اختلاس 3 ملايير

قضت الغرفة الجزائية لدى مجلس قضاء الجزائر، نهاية الأسبوع المنقضي، برفض الاستئناف الذي تقدم به المتورط الرئيسي في اختلاس نحو 3 ملايير سنتيم من مدخرات طبيب مختص معيد بكلية الطب باستعمال بطاقة تعريف وطنية مزورة وصكوك حساب جاري على مدار 5 سنوات. فيما أيدت العقوبات الصادرة عن قاضي الدرجة الأولى ضد باقي المتورطين من موظفي بريد الجزائر ممن سلطت عليهم أحكام تراوحت بين 4 وسنتين حبسا نافذا.وشملت العقوبات رؤساء مكاتب بريد وأعوان شباك بينهم فتاة كانت تعمل في إطار تشغيل الشباب ومكلف بعملية الإدماج وأمين صندوق وقابض بينهم 3 موقوفين، يعملون لدى مراكز بريد كل من حي المنظر الجميل بالقبة والإقامة الجامعية للبنات لأولاد فايت بالعاصمة، وكذا بجاية، تبسة وورڤلة وكان لكل واحد منهم دوره في سحب أموال الضحية بموجب معلومات سهل توفيرها بعضهم لبعض، وتولوا تقليد توقيع الضحية، ما مكنهم من سحب مدخرات الضحية التي قاربت قيمتها الإجمالية 3 ملايير سنتيم باستعمال بطاقة تعريف وطنية مزورة وصكوك حساب جاري على مدار 5 سنوات وهو ما كشف عنه بموجب شكوى قيدها الطبيب (ن.س) ضد مجهول بتاريخ 25 أفريل 2016 أمام فصيلة المساس بالممتلكات الخاصة لمقاطعة الشرطة القضائية للوسط، أكد فيها اختفاء مدخراته من راتبين شهرين من مستخدمين مختلفين بمعدل إجمالي بلغ 27 مليون سنتيم، ظل يدخرها بحسابه الجاري لمدة 5 سنوات إلى أن اكتشف بتاريخ 18 أفريل 2016 لدى تقربه من مركز بريد حسين داي لتفقد حسابه الجاري بسحب منه أزيد من مليارين و940 مليون سنتيم عبر فترات وتواريخ مختلفة وأن آخر عملية سحب تمت هذا الشهر من مركز بريد حي المنظر الجميل بالقبة باستخدام صكوك النموذج الجديد، ليخطر مركز البريد بالواقعة ما استلزم إخطار المديرية العامة لبريد الجزائر التي فتحت تحقيقا داخليا، تبين من خلاله أن سحب باقي الأموال تم من مراكز بريد أخرى على غرار مركز بريد الإقامة الجامعية للبنات بأولاد فايت، مركز بريد براكني بولاية تبسة وآخران ببجاية وورڤلة.
استمرارا للتحقيق أكد الممثل القانوني أن الفاعلين قاموا بسحب الأموال عن طريق بطاقة تعريف وطنية باسم الضحية صادرة عن الدائرة الإدارية لبئر مراد رايس وعليها صورته الشمسية، لتسفر التحريات عن تحديد أحد المشتبه فيهم خلال شهرجويلية 2016 ويتعلق الأمر بالمدعو (ب.م) الذي تم توقيفه لسبب آخر وكان متواجدا حينها بالمؤسسة العقابية لبوفاريك. وتواصلا للتحقيق حددت هوية باقي المتورطين وجلهم من موظفي بريد الجزائر.