إدانة أجنبيين بعام حبسا نافذا سودانيان يزوران الأوراق النقدية في أم البواقي!

بات ضبط تزوير الأوراق النقدية الذي طال العملات بأنواعها بدءاً من اليورو والدولار وليس انتهاء بالدينار الجزائري.. هاجساً يؤرق الجهات المعنية مثل المتداولين بالنقد...هذه الحالة تشكّل مصدر قلق دائم لمن لا يملكون القدرة على التمييز مابين الغث والسمين منها!واللافت نشاط ظاهرة ترويج العملات المزورة وسط القطاعات الخدماتية من وسائل النقل والمخابز والمطاعم وخاصة محطات الوقود وأسواق الماشية التي تشكّل مرتعاً خصباً لمروّجي النقد المزيف، مستغلين عاملي ضغط العمل ومحدودية الخبرة على التمييز في ظل غياب أي أثر للتثقيف والتوعية الاجتماعية من المعنيين بالنقد.والمتعارف عليه لدى الجهات المعنية بضبط حالات التزوير أن تزوير العملات يتم خارج الحدود وتقوم شبكات خاصة بنقله إلى مراكزها المحلية في المدن والأرياف، حيث تتم عملية الترويج بمختلف الأساليب. وعلى مدى السنوات الماضية تم ضبط مئات الحالات لمروّجي العملة المزورة في الجزائر، وأمام هذا الواقع لجأ كل من يتعامل بالنقد إلى اقتناء أجهزة الفحص لكشف العملة المزورة أسوة بالبنوك.. وبالمقابل يعمد المزورون إلى استغلال أحدث تقنيات الطباعة الحاسوبية لترويج إنتاجهم المزيف، حيث وصل التزوير إلى مراحل متقدمة وطال كافة فئات الأوراق النقدية وصولاً إلى قطعة 100 دينار المعدنية.وفي هذا السياق، سلطت، نهاية الأسبوع الماضي، محكمة الجنح لدى مجلس قضاء أم البواقي عقوبة عام حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 100 ألف دينار جزائري (غير مزور!) في حق رعيتين إفريقيتين من جنسية سودانية في عقدهما الثالث وذلك عن تهمة التزوير واستعمال المزور ومحاولة تزوير أوراق نقدية بالإضافة إلى الإقامة غير الشرعية، مع الإشارة إلى أن النيابة العامة كانت قد التمست تسليط عقوبة عام ونصف حبسًا نافذًا و100 ألف دينار جزائري (غير مزور) في حق كل واحد منهما.تفاصيل هذه القضية المثيرة تعود إلى أواخر العام المنقضي عندما تلقت مصالح الشرطة القضائية بأمن ولاية أم الواقي شكوى رسمية قام بإيداعها صاحب مؤسسة خاصة بالبناء والأشغال العمومية بمدينة عين البيضاء تشير إلى أنه وقع-أي صاحب شركة البناء-ضحية عملية نصب واحتيال من طرف شخصين أجنبيين من جنسية سودانية نجحا في الاستيلاء على مبلغ مالي يفوق الـ200 مليون سنتيم وذلك بعد أن أوهماه بصفقة تتعلق بمنحه مبلغ مالي مزور ليقوما بتخديره داخل منزله ومن ثمّة الاستحواذ على المبلغ المالي والفرار نحو وجهة مجهولة.مصالح الأمن وفور تلقيها الشكوى، باشرت تحريات دقيقة أفضت إلى إيقاف السودانيين المعنيين واسترجاع المال المسروق وتم إحالتهما على العدالة.عمّـار قـردود