قررت إدارة وفاق سطيف، على لسان رئيس الشركة المحترفة عبد الحكيم سرار، توقيف الإضراب الذي شنته مؤخرا واستئناف النشاط على مستوى كل الفروع المتواجدة بالنادي، دون أن يحقق الإضراب أهدافه والمتمثلة أساسا
في تحريك المسؤولين المحليين وكذا محبي الفريق من صناعيين ورجال أعمال لنجدتهم بضخ مساعداتهم
المالية في خزينة النادي التي تشكو أزمة خانقة في هذا الخصوص.
صرح رئيس الشركة المحترفة لوفاق سطيف سرار لـ الخبر أمس، قائلا سنستأنف النشاط بداية من اليوم (أمس) وسوف نقنع اللاعبين بضرورة استئناف التدريبات والتحضير لمباراة كأس الكاف المبرمجة عشية الجمعة، على أن نتكفل بمستحقاتهم المالية بداية من الأسبوع المقبل، إذ ننوي أنا ورئيس النادي الهاوي حسان حمار الاجتماع برجال الأعمال والصناعيين الجدد غير الذين سبق وأن اجتمعنا بهم، في محاولة لإيجاد ممولين جدد للفريق وبالشروط التي يرونها تضمن وصول أموالهم للنادي . مضيفا كما ننتظر دوما تدخل السلطات المحلية لتقديم مساعداتها المالية وفقا للقوانين المعمول بها . وبخصوص فشل الإضراب، رد سرار بالقول اضطررنا إلى هذا الفعل لكوننا لم نعد قادرين على فعل أي شيء آخر، وقد يقول قائل لماذا لم تستقيلوا، وأنا أرد أننا لو أستقلنا لقالوا أنهم تركوا الفريق وهربوا، وأنهم يريدون تحطيم الفريق ومنعه من الفوز بلقب البطولة وكأس الجمهورية، ثم ينسجون لنا ألف تهمة، وهو ما جعلنا نقرر البقاء والصمود. وعليه قررنا تجميد نشاطات النادي حتى نبين لكل الناس أن النادي يعاني أزمة مالية حقيقية وأنه كما يقولون بالعامية الموس لحق للعظم . من جهته، أشار رئيس النادي الهاوي حسان حمار أمس، لـ الخبر : لا أستطيع أن أجزم لكم العودة الأكيدة للاعبين لجو التدريبات، ما دمت لم أتحدث معهم بعد ولم أستمع إلى موقفهم من القضية، كما أنه يجب عليّ الكلام قبل ذلك مع الطاقم الفني، ثم نعلم بعد ذلك إن كانت الأمور سوف تعود إلى مجراها الطبيعي، وأنا بدوري سأبذل كل جهدي من أجل ذلك، لكن الأمور قد تخرج عن إرادتنا في حال إصرار اللاعبين على مواصلة الإضراب إلى غاية حصولهم على مستحقاتهم المالية .
غيغر يرفض تحمل مسؤولية الإقصاء
من جهته، أبدى مدرب وفاق سطيف، السويسري ألان غيغر غضبا شديدا من الأمور التي تجري داخل بيت الوفاق، إلى درجة أنه فكّر في الرحيل دون عودة إلى الجزائر لولا تدخل بعض المقربين منه والذين نصحوه بالتريث إلى الساعات المقبلة. وصرح مدرب الوفاق لـ الخبر يقول التوقف عن التدريبات أخرج اللاعبين تماما من التركيز لمباراة الجمعة، وحتى لو يعد اللاعبون خلال الساعات القادمة للتدرب، فإن ذلك لا يكفي لإعادة شحنهم من جديد وإدخالهم في جو المباراة، كما أن عدم التدرب سيفقد اللاعبين كثيرا من إمكانياتهم الفنية والبدنية ويصعب تدارك ذلك في حصة أو حصتين تدريبيتين، فالفريق لم يتدرب منذ مباراة كأس الجمهورية وهذا شيء كثيرا، وأنا لا أتحمل نتائج هذا الإضراب، خاصة في حال الإقصاء من منافسة كأس الكاف، نحن مطالبون خلال مباراة الجمعة بتسجيل أكثر من هدفين وهذا أمر لن يتحقق وسط ظروف كهذه . وإن كان غيغر رفض التعبير عن حقيقة شعوره إزاء ما يحدث داخل بيت الوفاق، إلا أن مقربين منه أكدوا في تصريحاتهم لـ الخبر أن التقني السويسري يعيش حسرة لا مثيل لها نظرا لإحساسه بإمكانية تحطّم كل ما بناه داخل الفريق منذ إشرافه عليه. فبعد أن كان المسيرون والأنصار يطمحون فقط لضمان البقاء، أصبحوا حاليا يحلمون بالتتويج المزدوج للبطولة والكأس.
المسيرون أخطأوا في حساباتهم مرتين خلال هذا الموسم
ويجزم كل متتبعي الوفاق على أن المسيرين للنادي أخطأوا في حساباتهم مرتين هذا الموسم ، الأولى حينما سطروا في بداية الموسم هدف اللعب على تفادي السقوط وتكوين فريق مستقبلي كبير، وكذا التخلص من ضغط الأنصار المطالبين دوما بالتتويجات والألقاب نظرا لما كان الفريق يضمه من نجوم، وبالتالي التخفيض من ميزانية الفريق إلى أقل من النصف وهو ما أكدته الانتدابات التي سبقت بداية الموسم إذ اعتمدت إدارة الوفاق هذه المرة على لاعبين مغمورين في صورة تيولي، فراحي، قورمي، بن خوجة، قراوي وابن الفريق جحنيط، إلى جانب عودية الذي مثل الاستثناء الوحيد، غير أن المفاجأة جاء بها هؤلاء اللاعبين المؤطرين من آخرين مخضرمين على غرار ديس، بن شادي وبلقايد، فيما حافظ الفريق على بعض من نجومه الصاعدين وفي مقدمتهم جابو، حشود، دلهوم وبن موسى، حيث تمكنوا قبل جولات قليلة من إسدال الستار عن بطولة هذا الموسم أن يتصدروا الترتيب وبفارق خمس نقاط عن أقرب الملاحقين، كما وصلوا إلى المربع الذهبي لمنافسة الكأس، مما جعل المصاريف تتضاعف وتوقع الإدارة في أزمة مالية خانقة لم يحسب لها من قبل. أما الخطأ الثاني، فيتمثّل في اختيار زمن تجميد النشاط والدخول في إضراب، حيث جاء قبل أيام من منافسة قارية مهمة للفريق الذي خسر مباراة ذهابها بهدفين نظيفين وهو بحاجة ماسة إلى العمل في هدوء والتركيز لتدارك ما فات. كما أن الفريق مطالب بحسم أمر البطولة خلال اللقاءات الثلاث المقبلة، غير أن انعكاسات هذا الإضراب قد تحول دون ذلك. كما يتساءل الكثير إن كان بمقدور إدارة الوفاق برئيسها سرار وحمار، إقناع اللاعبين على العودة إلى جو التدريبات، وهما اللذان منحا لهم الإشارة الخضراء لشن إضرابهم، بعد أن عجزا عن تلبية مطالبهم المالية. وبغض النظر عن عودة اللاعبين من عدمها، فإن المسيرين أدخلوا أنفسهم في مأزق حقيقي قد يصعب الخروج منه وقد تكون بدايته المظلمة من عشية الغد في حال إقصاء الفريق من المنافسة الإفريقية.
اللاعبون يقررون استئناف التدريبات وسيدخلون المباراة براية مميزة
قرر لاعبو وفاق سطيف، استئناف التدريبات عشية أمس، بعد أن تمكّن قائد الفريق دلهوم من إقناعهم بذلك، على إثر اللقاء الذي جمعه بمسؤولي الفريق سرار وحمار، والذين التزما بإنهاء مشكلة المستحقات في الأيام القليلة القادمة، كما نبها قائد الفريق إلى خطورة مقاطعة لقاء الجمعة وما سيترتب عنه من عقوبات قد تحرم الفريق للمشاركة في المنافسات القارية لموسمين اثنين.
واتفق اللاعبون فيما بينهم على دخول مباراة عشية الجمعة ضد فريق سيمبا التنزاني براية مميزة سيكتب عليها عبارة سنلعب المباراة من أجل أنصارنا ومن أجل الجزائر ، كما قرر اللاعبون نزع قمصانهم بعد نهاية المباراة ووضعها على نقطة تنفيذ ضربة الجزاء، في إشارة منهم إلى أن الكرة في مرمى المسيرين. كما عقد عشية أمس، وقبل انطلاق الحصة التدريبية، سرار وحمار اجتماعا مع اللاعبين، أوضحا من خلاله ضرورة العودة إلى التدريبات وكذا العمل على كسب ورقة التأهل عشية الغد، وذلك بالنظر على الظرف الخاص الذي تمر به الجزائر ككل، وكذا تمرير الفرصة على بعض الإنتهازيين الذين يريدون ضرب استقرار الفريق والوطن من خلال فريق وفاق سطيف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : سطيف: زهير شارف
المصدر : www.elkhabar.com