في هذا العالم الغريب، غرابة تركيبته و ذهنياته، لا يمكن للفرد إلا أن لا يتعجب، كما قال المتنبي رحمه الله، تعجبت حتى صرت لا أتعجب !!ما دفعني إلى كتابة هذا المقال، هو جراء ما بلغني من خبر مؤسف ومحزن، وهو خبر استقالة المنسق الولائي لصندوق القرض المصغر بالجلفة السيّد "جعفر حمزة"، هذا الإطار المشهود له بالإخلاص والنزاهة ، والترفع عن مغريات الدنيا، والبسيط والمتواضع في معاملته مع الناس، وكان كل ذلك على حساب صحته .ورغم الظروف المزرية التي كان يعمل فيها مع فريقه، وهو قبو عمارة في حي قناني، ولا يتسع حتى لمكتب واحد، ويوجد فيه أكثر من 30 موظفا، وعندما يحل فصل الصيف تبدأ المعاناة الحقيقية وخاصة انبعاث الروائح الكريهة و غزو مختلف أنواع الحشرات.ما حز في نفسي أنه ولا أحد حرك ساكنا، وعبر عن أسفه، من بين آلاف المستفيدين من القروض. فقد نجدهم مجندين بكل حماس إذا تعلق الأمر بالرسائل المجهولة والشكاوي المغرضة التي تغلب على طابعها القبلية والعروشية ، والحسد والبغض والضغينة.ولكن أن يُعبر أحدهم عن عدم قبوله لذهاب النزهاء في صمت ومعاناة، فهذا ما لا نجده وما لا يكون !!حقيقة ، إنها خسارة لهذه الإدارة التي كان يسيّرها ابن العائلة العريقة ، الذي نشأ في الخير ورأسماله العزة والترفع.حسب أحد أصدقائه، فلقد كان يعاني من ضغوطات إدارته المركزية، ويسدد في الكثير من وسائل العمل من حسابه الخاص، ويستعمل سيارته الخاصة في تنقلاته منذ سنوات !!فكان الجزاء أن تعرض للضغوط ، ورغم لجان التفتيش الكثيرة التي زارته مؤخرا، إلا أنه كان يقوم بعمله على أحسن وجه ويشهد له أعوانه الذين يسهرون الليالي في المكتب للقيام بعملهم وتجنب تعطيل مصالح المستفيدين .لقد عمل هذا الرجل على فتح فروع للوكالة في أغلب دوائر الولاية، قصد تقريب الإدارة من المواطن، وكانت مبادرات فردية، وكان بإمكانه أن يقبع في مكتبه لا يتحرك، ويقوم بعمله بدون أن يبذل جهدا إضافيا.لكن المحيّر في هذا كله، أن المنسق الولائي قدم استقالته لأسباب صحية !! وما يبعث على الدهشة ، أن ولا مستفيد من آلاف المستفيدين ، ولا حتى جمعيات المتزلفين تحركت، ولو برسالة شكر أو أسف على ذهاب المسؤول ، وكأن شيء لم يكن.الآن تأكد لي أن الكثير وليس الجميع مما يسمى بالمجتمع المدني ما هو إلا مجموعات مصالح، تتكالب من أجل تحقيق مصالحها، وعند المواقف ورد الجميل ، والتحرك لرد الاعتبار للمخلصين ، فلن تجد لها أثرا.أخيرا، بصفتي مواطنا لا يملك إلا أن يقول للمنسق المستقيل ، بارك الله فيك وفي والديك ، وفي أمثالك ، وأعلم أن الله يجازي كل مخلص نزيه، وأقول للمسؤولين عن إدارته المركزية، لقد خسرتم إطارا من طينة نادرة في عصر المرتشين والسراق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/04/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد الله بن ذرقاف
المصدر : www.djelfa.info