إختناق وفوضى بقلب مدينة قسنطينة بسبب ورشات المشاريع الكبرى.. ساعتان من الزمن لقطع مسافة 4 كلم من وإلى وسط مدينة قسنطينة!

تعيش المدينة الصخر بقسنطينة حالة غير مسبوقة من الاختناق والفوضى في حركتي السير والتنقلات من وإلى وسط المدينة التي تحوّلت إلى ورشات مفتوحة بين تصليح الطرقات، أشغال الجسر العملاق، تجديد قنوات الصرف الصحي، مشروع الترامواي وإعادة تأهيل جسر سيدي راشد الذي تم غلقه أمام حركة السير للمرة الثانية على التوالي في أقل من سنة لاستكمال مشروع تصليحه في عملية من المنتظر أن تستغرق حوالي شهرين.
''الاختناق.. الفوضى.. ضجيج آلات الحفر والشاحنات.. الغبار.. نقص كبير في وسائل النقل.. ساعة من الزمن لقطع مسافة 1 كلم...'' هذا أهم ما أصبح يميز يوميات القسنطينيين بعد ارتفاع وتيرة الأشغال الكبرى بقلب المدينة التي تحوّلت إلى ورشة مفتوحة على جميع الأصعدة ما تسبب في غلق 4 مداخل من أصل خمسة كانت تسمح بالوصول إلى المدينة القديمة التي توجد بها جميع المؤسسات الرسمية وحتى الأسواق والبازارات الكبرى، ومفروض على المواطن الانتقال إليها لقضاء ما يتعدى 90 من حاجياته اليومية.
وبعد غلق جسر راشد منذ منتصف شهر جوان الماضي، أصبحت المدينة التي يزورها حوالي مليون شخص يوميا في عزلة شبه تامة، لأن جميع المداخل التي تؤدي إليها مغلقة بداية بمدخل الفج ومرورا بطريق سطيف الذي يعرف أشغال حفر كبرى لوضع الدعامات الرئيسية للجسر العملاق، وهي الورشة التي ستبقى مفتوحة إلى غاية نهاية السنة، يضاف إلى ذلك وفي الجهة المقابلة مدخل بن عبد المالك الذي يعرف أشغال الترامواي التي تمتد على مسافة تقارب ال 3 كلم وكلها تتوسط قلب المدينة، الشيء الذي تسبب في قطع حركة السير بها وعزل أزيد من 7 أحياء شعبية كبرى عن العالم الخارجي بعد أن أصبح الدخول والخروج منها شبه مستحيل، ويتطلب ساعات من الزمن.
أما على مستوى الطريق الوطني الذي يتوسط المدينة، ويعد الخط الوحيد الذي يربط قسنطينة بولايات أقصى الشرق وولايات الجنوب الشرقي افحدث ولا حرجب لأن الأمور به خرجت عن السيطرة، وقطع هذا المحور الرئيسي والوحيد يتطلب ما لا يقل عن ساعتين من الزمن لعبور مسافة تقدر ب 4 كلم فقط، وذلك لكثافة حركة السير به خاصة من قبل الشاحنات المقطورة التي يصل عددها إلى 8 آلاف شاحنة تعبر هذا الطريق يوميا في الاتجاهين، إضافة إلى أشغال الحفر الخاصة بالجسر العملاق في جزئه الرابط بين سطح المنصورة والمحور المعلّق من الجسر
.وبينما يعد ممر طاطاش بلقاسم المنفذ الوحيد لبلوغ قلب المدينة، السلطات المحلية لم تعره اهتماما كبيرا بالنظر للفوضى التي تميزه بسبب حركة الركن والتوقف العشوائية على حواف الطريق وحظيرة السيارات الموجودة على مستوى سوق العصر، الشيء الذي تسبب في تعطيل حركة السير وقطع المنفذ الوحيد على أصحاب السيارات لبلوغ وجهتهم بالمدينة الصخر.
تصليح الطرقات.. المشروع الذي انتظره القسنطينيون وتمنوا لو أنه لم يتحقق
يعد مشروع تصليح الطرقات البلدية بقسنطينة من بين القضايا التي أسالت الكثير من الحبر وحلم انتظره القسنطينيون منذ سنوات، غير أن الوقت الذي اختارته السلطات للقيام بالعملية لم يكن مناسبا حسب من تحدثت إليهم االجزائر نيوزا لأنه زاد من معاناتهم بعد تلك التي سببتها لهم ورشات المشاريع الكبرى .سفيان، صاحب سيارة أجرة قال: بتصليح الطرقات وإعادة تعبيدها والمدينة مفتوحة على عشرات الورشات قرار غير مسؤول وغير مدروس، لأنه تسبب في الكثير من الفوضى وعطل حركة السير، يضاف إلى ذلك الحركة الكبيرة لشاحنات الوزن الثقيل بسبب الورشات المفتوحة، لأن ذلك سيتسبب في عودة الطريق إلى حالته القديمة في مدة قصيرة، وبالتالي كان من الواجب اختيار زمن آخر للقيام بالعملية اأما عن السبب الذي كان وراء اختيار السلطات لهذا الموعد، فذكر مصدر مسؤول بالولاية أنه جاء لاستكمال جميع المشاريع في وقت واحد وحصر زمن الورشات المفتوحة خلال الفترة الصيفية التي تقل فيها حركة السير ونشاط المواطنين، موضحا في سؤال يتعلق بنوعية المشاريع والمراقبة التقنية لها بأن كل الأعمال تتم متابعتها بشكل يومي ومن قبل مختصين، وهذا بقرار من والي الولاية، غير أن الواقع يظهر عكس ذلك تماما، لأنه توجد طرق تم تعبيدها منذ حوالي شهر من الزمن، وبدأت تظهر عليها العديد من التشققات، وهو ما وعد المسؤول ذاته بالتحقيق فيه.