الجزائر

إحياء يناير بغرداية



إحياء يناير بغرداية
يشكل حلول يناير, السنة الأمازيغية الجديدة (2967), في أوساط سكان غرداية مناسبة لتثمين الأشغال الفلاحية والتضرع إلى المولى عز وجل بموسم فلاحي مزدهر وخصب.ويظل روح هذه التظاهرة متمثلا في المحافظة على العادات والتقاليد والإحتفالات التقليدية التي تشكل تراثا لاماديا للمنطقة والتي تهدف إلى ضمان استدامتها حسبما يرى عدد من سكان المنطقة.ويسعى التقليد المتداول بميزاب إلى أن تكون مناسبة يناير تتميز بطابع خاص مع تحضير طبق "الرفيس" وهي الأكلة التقليدية والمفضلة لدى سكان المنطقة والتي تخضع لطقوس متميزة. وكما جرت العادة فإن هذا الطبق المحلى بالسكريات يعد ليلة إحياء السنة الأمازيغية الجديدة "يناير" والذي يتطلب أن يحتوي مكونات ذات لون أبيض وذلك تبركا وتفاؤلا بالسنة الجديدة لتكون وافرة بأجواء السلم والسعادة.ويحضر طبق "الرفيس" الذي يعتبر واحدا من الأطباق التقليدية ذات النكهة المتميزة بغرداية ولا يمكن الإستغناء عنه في مثل هذه المناسبات باستعمال مقادير من السميد والسكر والحليب والبيض.وتقوم ربة البيت بعجن السميد وإعداده على شكل أرغفة دائرية الشكل رهيفة الحجم قبل وضعها على إناء طهي الخبز ثم تفتت إلى قطع صغيرة التي توضع بعد ذلك في إناء فوق البخار.وتجمع فتات الأرغفة بعد نضجها في قصعة التي تذر بها قطرات من السمن المعروف ب"الدهان" لتكون على شكل دائري وتحلى بالسكر وتخلط بها كميات من العنب الجاف "الزبيب" قبل أن ترصع بحبات البيض المغلي في الماء.ويجمع هذا الطبق الساحر أكبر عدد ممكن من أفراد العائلة قبل أن تتلى آيات بينات من الذكر الحكيم والفاتحة ليتضرع الجميع إلى الله سبحانه وتعالى برفع أكف الخضوع إليه راجين منه سنة أمازيغية جديدة مليئة بالأفراح والمسرات وطيب الرزق. وعادة ما يعتبر سكان المنطقة وعلى غرار عديد مناطق الوطن, حلول السنة الأمازيغية الجديدة موعدا لإطلاق الأشغال الفلاحية متمنين أن تكون سنة مزدهرة ولا تحرم من الغيث النافع.وتتوج سهرة يناير بسهل ميزاب (الذي يجمع أربع بلديات) بطقوس وألعاب عائلية شائعة على غرار لعبة "ألاون" التي تشبه إلى حد ما لعبة "البوقالة" المنتشرة في أوساط سكان شمال الوطن.ويحضر بمناسبة حلول "يناير" أيضا سكان شمال سهل ميزاب طبقا تقليديا آخرا يدعى" الشرشم" وهو عبارة عن خليط من حبوب القمح والشعير والفول والعدس المائل إلى الرمادي وتضاف له مقادير من التوابل التي تضفي عليه نكهة لا تقاوم. هذا وتنتهز هذه الشريحة من السكان قبل حلول هذه المناسبة وحسب تقاليدهم لاسترجاع بعض أدوات الطهي التقليدية على غرار "الكانون".وتجمع عديد العائلات بغرداية على أن الإحتفال بهذا العيد يتم في جو حميمي حول مائدة عشاء جماعية تقام ليلة السادس إلى السابع من يناير التي ترمز إلى بداية السنة الأمازيغية الجديدة .ويظل الإختلاف في الإحتفال بهذا التاريخ ( هناك من يحتفل بيناير في 12 منه ) غامضا حيث لم يتوصل أي مصدر إلى فك هذا اللغز ( رمز 7 يناير بميزاب).ربط يناير بالرزنامة الزراعيةيجمع الكل على ربط عادة الإحتفال بيناير بالرزنامة الزراعية المتجذرة في البلاد وربما منذ إنشاءها, حسبما أوضح عمي صالح في اتصال مع وأج وهو أحد أعيان حي بلغنم (غرداية).ويرتبط إحياء يناير الذي يعلن حلول السنة الأمازيغية الجديدة مع الأرض والأنشطة الزراعية للفلاحين المحليين مثلما شرح من جهته الحاج مختار أحد أعيان حي الحاج مسعود (غرداية). كما يعد يناير -حسب المتحدث- فرصة لتثمين الأشغال الفلاحية التي أنجزت منذ نهاية حملة جني عراجين التمور بواحات ميزاب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)