إحياء للأحاسيس وتأريخ للهمجية

عُرض، سهرة أوّل أمس على قناة "كنال ألجيري"، الفيلم الوثائقي "جريمة دولة" للمنتج والمخرج رمضان رحموني؛ حيث حاول نقل ولو جزءا من الحقيقة؛ حقيقة همجية فرنسا وقمعها لمظاهرة سلمية من أجل الحرية والكرامة.الفيلم الوثائقي نقل فيما يقرب من 52 دقيقة من الزمن، ما عاناه المهاجرون الجزائريون قبل ثلاث وخمسين سنة، عندما خرجوا إلى شوارع باريس وضواحيها في مظاهرات سلمية، أرادوا من خلالها المطالبة برفع حظر التجوّل وفكّ قيود الرقابة البوليسية عن تحرّكاتهم العادية؛ تلبيةً لنداء فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، التي سجّلت حالات العنف المتكرّرة الممارَسة من قبل الشرطة الفرنسية في حق الجالية الجزائرية، فأحيا من خلاله المخرج الأحاسيس، وأرّخ للهمجية التي وقّع فصلها في 17 أكتوبر 1961، السفاح موريس بابون.للإشارة، فإنّ المخرج والمنتج رمضان رحموني صاحب باع طويل في عالم الصحافة؛ حيث خاض غمار الصحافة المكتوبة على صفحات جريدة "أوريزون"، مثلما وقّع العديد من الأعمال السمعية البصرية، على غرار "بقايا رومانية"، "معسكر، صورة وتاريخ"، "النعامة في قلب الساورة"، "الواحات، بوابة الصحراء"، "الساورة، وطريق القصور"، "جانت، عاصمة التاسيلي"، علاوة على وثائقي "الجزائر، أرض الحضارات" الذي أنتجه في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007".