إجماع على وصف الجزائر بـ ”الشقيقة الإستراتيجية” وعائلة القذافي النقطة السوداء زيارة مدلسي إلى ليبيا حديث الرأي العام الليبي

رغم حالة اللااستقرار في ليبيا  التي تقف عند ارتفاع مؤشرات سيناريو الانقسام عبر منح الحكم الذاتي لمنطقة برقة، إلا أن التقارير الإعلامية الليبية أولت اهتماما بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إلى ليبيا، والتي تعتبر الأولى من نوعها لمسؤول جزائري بمستوى مدلسي منذ اندلاع ثورة 17 فبراير التي أطاحت  بنظام العقيد الراحل معمر القذافي. أجمعت التقارير الليبية الصادرة، أمس، على ضرورة أن تكون تلك الجولة محطة لانطلاق علاقات إستراتيجية بين الجزائر وليبيا لمواجهات التحديات المشتركة التي لاتزال تهدد البلدين.  واهتمت وسائل الإعلام الليبية بالزيارة التي قام بها مراد مدلسي إلى ليبيا، ففي معرض حديثها عن الزيارة قالت صحيفة ” قورينا” الليبية  التي تعد واحدة من أهم الجرائد الليبية التي كان لها دور كبير خلال ”ثور 17  فيفري” بأن ليبيا يجمعها بالجزائر أكثر مما يفرقها، منوهة بضرورة دعم العلاقات الليبية الجزائرية لما لها من أهمية  لحل العديد من المشاكل التي لاتزال تهدد ليبيا بعد سقوط نظام القذافي،   تسوية بعض النقاط الخلافية التي شابت العلاقات بين الجزائر والثوار الليبيين. كما توضح الصحيفة: ”إن نشاطات مخاطر الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعات التهريب والجريمة المنظمة تعمل في المثلث الذي يغطي مناطق أقصى الجنوب الجزائري وشمال موريتانيا والجنوب الليبي مرورا بمناطق شمال مالي والنيجر المتاخمة للحدود مع الجزائر”.  كما أبرزت صحيفة ”الوطن الليبية” في صدر صفحتها الأولى زيارة مدلسي  إلى ليبيا في إشارة إلى أهميتها وقالت الصحيفة: ”إن الشعب الجزائري والشعب الليبي لهم أكثر من قاسم مشترك ويجب العمل على تعزيز العلاقات مابين البلدين، موضحة بأن ”موقف الجزائر لم يكن ضد ثورة الشعب الليبي التي صنعها الشعب بنفسه حيث كان يتوجب على الجزائر عدم التدخل فيها”. وأشارت الوطن الليبية إلى أنها لا تعتقد بأن تقوم الجزائر بتسليم عائلة القذافي الموجودة بالجزائر ولكنها قالت بأن الحكومة على ثقة كبيرة اليوم بأن الجزائر ستواصل العمل بشكل يضمن حماية ليبيا من أي مخاطر يكون مصدرها عائلة القذافي. كما نقلت الصحيفة تصريحات رئيس المجلس الوطني الانتقالي المستشار مصطفى محمد عبد الجليل  حول زيارة مدلسي التي قال فيها :”إن الشعبين الليبي والجزائري شركاء في الدين وفي الجوار .. شركاء في المغرب العربي ولابد من التعامل معه بواقعية ...  متمنيا أن تكون هناك آفاق مستقبلية في الاستثمارات وفي العديد من المجالات التي تساهم في توطيد وخدمة الشعبين الشقيقين.   من جهتها، فقد خصت قناة ”ليبيا الحرة” زيارة مدلسي ببرنامج تناول مستقبل العلاقات بين البلدين، وركزت القناة على ملف عائلة القذافي ومدى انزعاج الجزائر من انتشار السلاح الليبي في المنطقة وهو ما اعتبرته القناة  خطرا لا يمكن أن يحل إلا عبر الجهود المشتركة للقضاء على الميلشيات المسلحة عبر تأمين الحدود المشتركة.   كما كشفت العديد من التعليقات والمدونات على مواقع التواصل الاجتماعي الليبية ردود أفعال الليبيين من الزيارة التي قام بها مراد مدلسي إلى ليبيا والتي أجرى خلالها محادثات مع نظيره الليبي، عاشور بن خيال، ورئيس الحكومة الليبية، عبد الرحيم الكيب، ورئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، أصداء الزيارة لدى الرأي العام الليبي وأجمعت التعليقات في وصفها للجزائر بـ ”الشقيقة”، مشيرة إلى أن الليبيين ينظرون إلى الجزائر كدولة جارة محورية وأن مصالح ليبيا تؤكد على ضرورة دعم العلاقات المتبادلة  بينما انقسمت آراء الليبيين حول ملف تسليم عائلة القذافي المتواجدة لظروف إنسانية في الجزائر.  علال محمد