الجزائر

إجماع على تغيير الذهنيات أولا



إجماع على تغيير الذهنيات أولا
أجمع المتدخلون أمس، في جلسة افتتاح مؤتمر منظمة المرأة العربية في دورته السادسة التي خصصت لمناقشة دور النساء في الدول العربية على ضوء مسارات التغيير والإصلاح، على أن أهم التحديات التي تواجهها النساء في المرحلة الراهنة هي مواجهة الإرهاب والتطرف و«الأفكار الظلامية» التي تعيق كل الانجازات التي تم تحقيقها في سبيل تحرير المرأة وتطوير مساهمتها في تنمية الأوطان، وهو ما يحيل إلى التشديد على أهمية سن أو تعديل التشريعات التي من شأنها مواجهة الذهنيات السائدة، والتي زادتها النزاعات القائمة حاليا سوءا. ذلك ما دفع رئيسة المنظمة السفيرة مرفت تلاوي إلى القول بأن هذا المؤتمر يبعث بعدة «رسائل» إلى المجتمعات العربية وصانعي السياسات العامة، مشيرة إلى أنها «رسائل كاشفة عن وضعية النساء العربيات، وما أحرزنه من تطور بعد سنوات الثورات والاحتجاجات والمطالب، وكاشفة أيضا عن التحديات، وعن فرص تعزيز وتطوير أدوار المرأة مستقبلا».وافتتحت أشغال المؤتمر الذي يعقد كل عامين بالعاصمة المصرية القاهرة، على وقع التفجير الذي استهدف قبل يومين الكاتدرائية المرقسية في العباسية والذي ذهب ضحيته عشرات القتلى والجرحى، إذ توالت التنديدات والتعازي جراء هذا العمل الإرهابي، كما وقف الحاضرون دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا.وعزز هذا الحادث الدعوات لإشراك أكبر للمرأة في بناء السلام في العالم، لاسيما وأنها الحلقة الأضعف في حال وقوع صراعات عنيفة.وقالت مديرة المنظمة في السياق إن المؤتمر «يركز على مسارات الإصلاح والتغيير الذي تحتاج إليه المنطقة العربية ككل، في هذه اللحظة الحرجة، وتحتاج النساء على وجه الخصوص إلى تعزيز أدوارها في مواجهة تحديات التنمية البشرية المستدامة»، داعية إلى «إطلاق قدرات وإمكانات النساء العربيات للدفاع عن الأمن القومي ومحاربة التطرف وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي»، إذ اعتبرت أن هذه «الأدوار» في حاجة إلى تعزيز ومساحة أكبر لها لتوظيف الحس السياسي الجديد للمرأة الذي اكتسبته مؤخرا باهتمامها بالشأن العام، كل هذا في مواجهة «الثقافة المجتمعية التقليدية» التي مازالت تقيّد المرأة وتحصر دورها في نطاق محدود.وفي الجانب الاقتصادي، دعت السيدة تلاوي إلى العمل الجاد على تمكين المرأة اقتصاديا وتوفير آليات تجسيد ذلك، بتغير دور وعمل المؤسسات المالية بما يتناسب وظروف المرأة. في هذا السياق، لفتت الانتباه إلى أن إحصائيات الأمم المتحدة تشير إلى وجود 1.2 مليار امرأة في العالم «لا يتعاملن مع البنوك».ولتعزيز دور المرأة، ألحت ممثلة السيدة الأولى للعراق - الذي يرأس المنظمة إلى غاية 2017- على أهمية سن التشريعات التي تسمح بتحقيق هذا الهدف في المنطقة العربية، لاسيما وأن «دور المرأة فيها أصبح قويا في كافة المجالات حتى الأمنية منها»، لكنه يصطدم بظواهر تعيق تعزيزه، ولذا فإنها شددت على ضرورة تقديم «ضمانات» أكبر في المستقبل، مركزة على قضية «العنف ضد المرأة». هذه الأخيرة «موجودة في كل العالم، لكنها بلغت درجات عالية في مجتمعاتنا، لاسيما في الوقت الراهن، بعد زيادة وتيرة العنف نتيجة عدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة». كما قالت السيدة ذكرى علوش، داعية إلى تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا ودعمها في مكافحة الإرهاب وكذا التضامن مع النازحات واللاجئات.وبدوره، أكد ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية على عمل هذه الأخيرة المتواصل فى التوعية بقضايا المرأة وتطوير التشريعات المتعلقة بها. وقال السيد بدر الدين العلالي إن الجامعة تعمل حاليا على وضع وثيقة لمناهضة العنف ضد المرأة، مشيرا إلى أن أهم التحديات المطروحة هنا هي «الإرهاب» و«الأفكار الظلامية» التي تعاني المرأة منها بالخصوص. ولذا فإنه تحدث عن وضع خطة عمل تنفيذية لآلية إقليمية تسعى لتنفيذ قرارات مجلس الأمن حول المرأة.ودعا رئيس البرلمان الإفريقي روجي نوكودو النساء العربيات إلى العمل جنبا إلى جنب مع النساء الإفريقيات «اللواتي حققن الكثير من الانجازات» بغرض تبادل الخبرات والتجارب، معبرا عن اقتناعه بأن حصول امرأة على حقوقها لن يتم إلا بتنازل الرجل عن «عنفه»، معتبرا أن قضية المرأة لايجب النظر إليها على أنها قضية «صراع» بل «حوار» بين الجانبين، ولذا دعا الرجال إلى مرافقة النساء في مسعاهن وذلك سعيا لتحقيق أهداف الألفية للتنمية المستدامة.وتحدثت السيدة نادية رفعت، حرم رئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج، عن دور المرأة في التماسك الاجتماعي، مشيرة إلى التحديات المجتمعية التي تواجهها حاليا المرأة الليبية «بسبب التطرف».ويناقش المؤتمر الذي يدوم يومين، مواضيع «المرأة ولحظات التغيير الحاسمة»، «المرأة ومواقع صنع القرار»،»تفعيل دور المرأة في مسارات الاقتصاد الوطني» وكذا «المرأة وبناء السلام» و«المرأة في مواجهة العنف والإرهاب».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)