الجزائر

إجلال الكبير هو إجلال لله عز وجل



الشيخ: قسول جلول
لقد كرم الله الإنسان وبوأه مكانة عظيمة في جميع مراحل حياته ورتب على ذلك أحكاماً تتصف باليسر والتجاوز مراعاة لحالتهم الصحية والبدنية فكل مرحلة لها أحكام وتكاليف وتخفيفات مرتبطة بها من قاعدة قوله تعالى :
( ماجعل عليكم في الدين من حرج ))
في هذه الأيام الباردة نذكر بفئة في المجتمع تحتاج إلى عناية ورعاية وفضل العناية بها وتقديم لها يد العون والمساعدة
((قد يكون هذا المسن وهذا الكبير يبيت في العراء البرد القارس والحاجة الماسة إلى الغذاء والكساء والمبيت ...))
إن مِن تعاليم الإسلام في حق الكبير: توقيره وإكرامه بأن يكون له مكانة في النفوس ومنزلة في القلوب وكان ذلك مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وجعله مِن هديه وسماته وصفاته.
فقد أوجب نبينا صلى الله عليه وسلم احترام كبار السن والسعي في خدمتهم فرُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف ويَنْهَ عن المنكر!)).
كما أورد الهيثمي عن معاذ بن جبل: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أتاكم كبير قوم فأكرموه)).
إن مِن حقوق الكبير في الإسلام أن يُحسَن معاملاته بحسن الخطاب وجميل الإكرام وطيب الكلام وسديد المقال والتودد إليه فإن إكرام الكبير وإحسان خطابه هو في الأصل إجلال لله عز وجل فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن إجلال الله: إكرامَ ذي الشيبة المسلم))
والصلاة والصيام والزكاة والحج والنكاح والعقود المالية الخ
إن من المكارم العظيمة والفضائل الجسيمة: البر والإحسان إلى الضعفاء ورعاية حقوقهم والقيام بواجباتهم وتعاهد مشكلاتهم والسعي في إزالة المكدرات والهموم والأحزان عن حياتهم
إن هذا من أعظم أسباب التيسير والبركة وانصراف الفتن والمحن والبلايا والرزايا عن العبد وسبب للخيرات والبركات المتتاليات عليه في دنياه وعقباه لقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما تُنصَرون بضعفائكم))
وقال صلى الله عليه وسلم: ((أبغوني ضعفاءَكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)) فمِن هؤلاء الضعفاء في المجتمع الإنساني: المُسِنُّ لأنه يصاحب المرء مرحلةَ الكبر ضعفٌ عام بحيث تظهر بعض التغيرات على جسم الإنسان في حالة تقدمه في السن مثل تجعد الجلد وجفافه وثقل في السمع وضعف في البصر والشم والحواس بشكل عام وبطء الحركة وتغير لون الشعر وما يحدث من ضعف في العظام وانخفاض لحرارة الجسم وضعف الذاكرة والنسيان وبروز هذه التغيرات يتطلب الرعاية الخاصة بهم فيما يلي نذكر بعض الفضائل لكبار السن في الإسلام وما شرع لهم الإسلام من حقوق وواجبات.
فعلينا أن نراعي صحة كبير السن ووضعه البدني والنفسي بسبب الكبر والتجاوز في العمر فإن هذه المرحلة مِن الحياة مستوجبة للعناية والاهتمام الكبير من الأقارب فإن الضعف يسري ويجري في الإنسان كجريان الدم فيضعف بدنه وصحته وحواسه فما يصدر منه من خطأ فبمقتضى هذه السن المتقدمة بل إن تصرفاته في هذه السن المتقدمة لكثرة وهنه وضعفه بل ضعف قواه أشبه ما يكون بتصرفات الصغير.
فمَن لم يستشعر هذا الأمر من الكبير يمل ويسأم منه ويسيء معاملته فمِن المؤسف جدًّا أن بعض الأقارب والأبناء يذهب بوالده في مرحلة من هذا العمر- الذي يقتضي كثيرًا مِن العناية والإحسان - إلى مركز العجزة وأماكن رعاية الكبار ويتركه ويطرحه هناك ويولي على عقبيه ولم يرعَ حقوقه حتى الزيارة
متناسيا وجاهلا وصية الله في كتابه المتكررة له ومنها قوله تعالى :
_ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْن وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ _ [لقمان: 14
علينا أن نراعي حقوق الأبوين وكبار السن بالرعاية والاهتمام فلعل رعايتهم تكون سببًا في مرضاة الله تعالى ونزول رحماته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)