الجزائر

إجراءات أمنية استثنائية ثلاثة أيام قبل زيارة الرئيس إلى تلمسان 15 ألف شرطي لتأمين زيارة بوتفليقة إلى عاصمة الزيانيين



تحولت تلمسان، أياما قليلة قبل زيارة الرئيس بوتفليقة لحضور الافتتاح الدولي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، إلى مدينة مغلقة بفعل إجراءات أمنية استثنائية، أعطت الانطباع بأن الجزائر مازالت تعيش تحت طائلة قانون الطوارئ.
يظهر جليا التواجد الأمني المكثف لعناصر الشرطة بكل مداخل مدينة تلمسان، وحتى بنقاط وشوارع رئيسية لم تعتد مصالح الأمن أن تقيم بها حواجزها، على غرار مفترق الطرق قرب ثانوية يغمراسن وبمفترق الطرق لحي أوجليدة، وهي حواجز أمنية أعادت إلى الأذهان مظاهر حالة الطوارئ التي قرر بوتفليقة شخصيا رفعها استجابة لضغط الطبقة السياسية في شهر فيفري الفارط.
وينتظر أن يشرف أكثر من خمسة عشر ألف شرطي على تأمين انطلاق تظاهرة عاصمة الثقافة بداية من يوم الجمعة المقبل الذي سيعرف استعراضا شعبيا ضخما لما سمي بقافلة الحضارة، وهي عبارة عن شاحنات وحافلات عليها مجسمات ورسومات تمثل شواهد الحضارة الإسلامية، ستجوب بعض شوارع حي إمامة ببلدية منصورة، دون المرور بوسط مدينة تلمسان لصعوبات تقنية تتعلق بحجم الشاحنات التي سخّرتها وزارة الدفاع الوطني لصالح الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
وتنتشر قوات الأمن بكثافة في النقاط التي برمج تدشينها خلال زيارة الرئيس يوم السبت للولاية، على غرار قصر العدالة الجديد والقطب الجامعي الجديد وقصر الثقافة، وكلها تقع ببلدية منصورة ثم قصر ملوك الزيانيين بقلعة المشور والمتحف الوطني للفن والتاريخ وسط المدينة، إضافة إلى مسرح الهواء الطلق بحي الكدية وفندق النهضة بلالة ستي، وهي مواقع متباعدة تستدعي أعدادا كبيرة من رجال الأمن لتأمين الزيارة.
وسيتوجه الرئيس إلى خيمة ضخمة ستحتضن ملحمة ثقافية وفنية بحضور ديبلوماسي وثقافي لعشرات الدول العربية والإسلامية، وهو المكان الذي من المنتظر أن يلقي منه الرئيس خطابه المنتظر من طرف المتتبعين لعله يحمل قرارات جديدة في ما يخص انشغالات الطبقة السياسية والشعبية على حد سواء. حالة الاستنفار الأمني غير المسبوق التي تعيشها مدينة تلمسان، دفعت السلطات الولائية إلى إخلاء الأحياء والإقامات الجامعية ومراكز التكوين المهني التي تحولت جميعها إلى مراكز لتجمع أعوان الأمن المكلفين بتغطية الزيارة وحماية الوفود الأجنبية المشاركة، إضافة إلى توقيف حركة التنقل نحو هضبة لالة ستي مكان الاحتفال الرسمي، حيث تم توقيف العربات الهوائية ''تيليفريك'' التي تسيرها شركة النقل الحضري بتلمسان. وعلمت ''الخبر'' أن والي تلمسان راسل المؤسسات والشركات التي عرفت، في الأيام السابقة، توترات واحتجاجات اجتماعية، لطلب التهدئة وتفادي شحن الجو العام قبل وأثناء زيارة الرئيس.
وقد استهجن الكثير من المواطنين هذا الإغلاق الأمني الذي تعرفه عاصمة الزيانيين، زيادة على أزمة حادة في وقود السيارات بمختلف المحطات التي تشهد طوابير طويلة، ما اضطر بعض المواطنين لقضاء ليلة أمس في العراء بعد نفاد وقود مركباتهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)