الجزائر

إجراءات أمن مشددة على الحدود الجنوبية الجيش يمشّط الحدود الشرقية بحثا عن مخابىء السلاح



دمر الجيش في اليومين الماضيين عددا كبيرا من مخابئ عصابات التهريب والإرهاب في الصحراء قرب الحدود الشرقية، وشرعت وحدات عسكرية في تمشيط مناطق صحراوية واسعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الشرقية، بحثا عن مخازن سلاح ومخابئ مموهة يستغلها المهربون والإرهابيون.  ذكرت مصادر لـ''الخبر'' أن الجيش عثر، خلال عملية تمشيط جديدة للحدود الشرقية، على 30 قطعة سلاح، وكمية من الذخيرة تم ضبطها خلال تفتيش أحد المخابئ في الصحراء على الحدود الشرقية، وتنوعت الأسلحة المضبوطة من الرشاشات الروسية الخفيفة إلى رشاشات ''أم بي كا''، وكمية من الذخيرة وألغام أرضية. وتعمل وحدات عسكرية كبيرة قدر تعدادها بالمئات على تفتيش وتمشيط مناطق تارات وعرق بورارح وتيغنتور، وهي مناطق وعرة يستطيع المهربون الاختفاء بها وتمويه سياراتهم. وتعد عملية التمشيط الحالية الأهم منذ اندلاع الأحداث في ليبيا، وتبحث قوات الجيش عن مخابئ يستغلها مهربو السلاح والمخدرات والإرهابيون في الاختباء وإخفاء السيارات والأسلحة وتمويهها عن مراقبة طائرات الاستطلاع.
 وتشير مصادرنا إلى أن العملية الحالية كانت مبرمجة منذ عدة أسابيع، وتشارك فيها قوات خاصة معززة بوحدات من الدرك وحرس الحدود، في تمشيط عرق دادمر جنوب جانت، والمعروف بأنه مكان التسلل الرئيسي للجماعات الإرهابية. وكشف مصدر عليم بأن عملية التمشيط الحالي ستتواصل إلى غاية تفتيش كل الصحراء على الحدود الشرقية بمشاركة طائرات مروحية، وقد أسفرت عن تفتيش وتدمير 15 مخبأ سريا، بعضها كان يستغل من قبل مهربي المخدرات والأسلحة، وتوفر بعض المخابئ إمكانية إخفاء سيارة دفع رباعي، وهي عبارة عن حفر مموهة تغطى بقطع من الخشب والقماش، ثم تموه بالتراب فتظهر كجزء من الصحراء. وشددت مصالح الأمن والجيش من إجراءات الأمن، حيث منعت نقل عدة أنواع من البضائع أهمها المحروقات ليلا في الجنوب، وتقرر أن تنقل هذه البضائع بمواكبة أمنية. وكشف شهود عيان عن نصب الجيش، في عدة طرق فرعية في أقصى الجنوب بولاية تمنراست، حواجز أمنية لمراقبة حركة السير عبر المسالك الصحراوية.  في نفس السياق، تشارك وحدات متخصصة من الجيش في النواحي العسكرية الرابعة والسادسة في نصب كمائن وتفتيش مناطق واسعة من الصحراء، في ولايات تمنراست اليزي، وتشارك قوات الجيش، منذ عدة أسابيع، في عمليات مراقبة وتفتيش للصحراء مشتركة مع الدرك والجمارك.
وقررت وزارة الداخلية، حسب مصدر عليم، تشديد إجراءات الأمن في عدة مناطق حدودية، حيث منع نقل المحروقات ليلا عبر ولايات تمنراست وأدرار واليزي، وتقرر، طبقا لتعليمات جديدة وجهت للولاة ومسؤولي أجهزة الأمن في تمنراست واليزي، نقل المحروقات في قوافل بشاحنات ترافقها مواكبة أمنية. وخصت التعليمة عدة أنواع من البضائع يحضر نقلها ليلا، مثل الأدوية والأغذية. وتأتي الإجراءات الجديدة لتكملة ما تم إقراره من قبل من تدابير لحصار جماعات التهريب والخارجين عن القانون، ويشارك الجيش مع الدرك والجمارك في تسيير دوريات مشتركة، عبر الصحاري في الجنوب منذ عام .2008
 وتتكفل هذه الدوريات بنصب كمائن مشتركة في المسالك الصحراوية والمعابر السرية المستخدمة من قبل المهربين والخارجين عن القانون، ومتابعة التحقيقات حول نشاط العصابات الإجرامية، والاشتراك في مطاردة وترصد المهربين، ويؤمن هذا التعاون توفير قوات كافية لمواجهة زيادة نشاط المهربين، واستفادة الجمارك من بعض التجهيزات القتالية الحديثة والخبرة العالية لدى عناصر الدرك الوطني أثناء مطاردة المهربين، واستفادة هذا الأخير من الخبرة الكبيرة الموجودة لدى الجمارك في مجال معرفة المسالك الصحراوية، وتتبع الأثر في الصحراء.
وتشير مصادرنا إلى أن مصالح الأمن تتابع نشاط عصابات المهربين بعد ورود معلومات حول نشاط غير طبيعي لحركة تهريب المخدرات من المغرب إلى ليبيا، مرورا بالصحراء، وتنسق مصالح الأمن مع الجيش والدرك، لتضييق الخناق على نشاط المهربين وعصابات الهجرة غير الشرعية، وهذا من أجل تحقيق المزيد من الفاعلية في الوصول إلى المطلوبين ومراقبة تحركاتهم، والحصول على معلومات حيوية حول نشاطهم وعلاقاتهم. وعلى مستوى كل قطاع عسكري، عبر ولايات الجنوب، تم تشكيل خلايا عمل مشتركة بين الجيش الدرك والجمارك تتكفل بتنظيم التنسيق وتبادل المعلومات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)