إبراهيم بن يخلف بن عبد السلام التنسي المطماطي انتهت إليه رئاسة التدريس و الفتوى في أقطار المغرب كلها، ترد عليه أسئلة من تلمسان و بلاد افريقية كلها.
شرح "التلقين" لعبد الوهاب في عشرة أسفار فضاع الشرح في تلمسان و ما زال السلطان يغمراسن يخطبه للورود على تلمسان فيمتنع، يرد زائرا و يقيم أشهر و ينصرف إلى تنس ثم لما كان شأن مغراوة رحل لتلمسان فطلب منه الفقهاء و السلطان القيام بها فأجابهم فاستوطنها و درس بها و انتفع به خلق لا يحصون، و إليه الرحلة شرقا و غربا و كان من أولياء الله الجامعين بين علم الباطن و الظاهر، و من تلاميذه الشيخ أبي عبد الله ابن الحاج صاحب "المدخل" و له كرامات كثيرة منها ما حدث به ابن القطان عنه أنه قال: لما دخلت إلى مكة و طفت بالبيت ذكرت قوله تعالى: {و من دخله كان آمنا} فقلت في نفسي: تعارضت الأقوال و اختلفوا في المعنى الأمن فصرت أكرر و أقول آمنا آمنا مماذا؟ فسمعت صوتا خلف ظهري: آمنا من النار يا إبراهيم ثلاث مرات أو مرتين. قال: ابن الحاج: و رحم الله شيخنا أبا إسحاق التنسي من روعة أنا مضينا معه في قرى مصر فأصابنا عطش شديد فأدركنا بعض تلاميذه بلبن مشوب بسكر فامتنع من شربه فقلت له: كيف يا سيدي تتركه و أنت غاية الحاجة إليه؟ فقال: خفت أن يكون فعله جزاء القراءة علي، فتركته لذلك خوفا أن ينقص من أجرى ورد له الإناء اهـ.
لقي في رحلته أعلاما بمصر و الشام و روى ابن كحيلا و ناصر الدين المشدالي و قرأ بتونس على جماعة و بالقاهرة "المحصول" على الشمس الأصبهاني، و المنطق و الجدول على القزافي و حضر على السيف الحنفي "الإرشاد" للعميري حتى ختمه و لم يتكلم بكلمة فلما أعادوا قراءته فأول ما قرر به السيف الحنفي كلام المنصف قال الشيخ أبو إسحاق عندي تقريركم لهذا الوضع بغير هذا فطلب منه تقريره، فقرره ثم أحضر لهم غدا تقييدا قيده على الشيخ في المرة الأولى فأمر الشيخ بقراءته فقرئ عليه حتى ختم، و استحسنه كل من حضر و هو الشرح الموجود الآن بيد الناس ينسبه بعضهم للسيف.
و توفي رحمه الله بتلمسان كذا وجدت هذه الترجمة في بعض المجاميع و ذكره الشيخ أبو عبد الله العبدري الحاجي في "رحلته" فقال: كان الشيخ أبو إسحاق التنسي و أخوه أبو الحسن فقيهين مشاركين في العلم مع مروؤة نامة و دين متين و أبو إسحاق أسنهما و أسناهما و هو ذو صلاح و خير كثيرا و سألني عن الغرب فذكرت له قلة رغبة أهله في العلم فقال لي: بلاد فيها مثل أبي إسحاق التنسي ما خلت من العلم و لقيتهما بمصر و كان أبو الحسن لم يحج فحج معنا فلقيت منه خيرا فاضلا لازم شيخنا أبا الفتح ابن دقيق العيد بمصر مدة، و أخذ عنه كثيرا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف