الجزائر

إباحة التجارة في الحجّ في ركب الصّالحين :



إباحة التجارة في الحجّ                                    في ركب الصّالحين :
نزلت إباحة البيع والشراء والكراء في الحجّ كما سبق ذكره، وسمّاها القرآن ابتغاء من فضل الله.. ليُشعر مَن يُزاولها أنّه يبتغي من فضل الله حين يتّجر، وحين يعمل بأجر، وحين يطلب أسباب الرزق. إنّه لا يرزق نفسه بعمله، إنّما هو يطلب من فضل الله فيعطيه الله. فأحرى ألا ينسى هذه الحقيقة. وهي أنّه ينال من هذا الفضل الإلهي حين يكسب، وحين يقبض، وحين يحصل على رزقه من وراء الأسباب الّتي يتّخذها للارتزاق.
ومتى استقرّ هذا الإحساس في قلبه، وهو يبتغي الرزق، فهو إذن في حالة عبادة لله جلّ علاه، لا تتنافى مع عبادة الحجّ في الاتجاه إلى الله. ومتى ضمن الإسلام هذه المشاعر في قلب المؤمن أطلقه يعمل وينشط كما يشاء، وكلّ حركة منه عبادة في هذا المقام. لهذا يجعل الحديث عن طلب الرزق جزءًا من آية تتحدّث عن بقية شعائر الحجّ، فتذكّر الإفاضة والذِّكر عند المشعر الحرام. قال تعالى: {فإذا أفضتُم من عرفات فاذْكُروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإنْ كنتم من قبله لمَن الضّالين}. والوقوف بعرفة عمدة أفعال الحجّ. روى أصحاب السنن بإسناد صحيح عن الثوري عن بكير عن عطاء، عن عبد الرحمن بن معمر الديلمي رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ''الحجّ عرفات- ثلاثًا- فمَن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك. وأيّام مِنى ثلاثة. فمَن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومَن تأخّر فلا إثم عليه''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)