الجزائر

أيها النظام صلي على النبي..



أيها النظام صلي على النبي..
هناك دائما مؤشرات لتطور الأمم والشعوب والدول، فإن أردت أن تعرف تحضّر أي شعب، أنظر إلى إعلامه وإنتاجه الأدبي والفني، وإذا أردت أن تعرف مستقبل أي دولة، فانظر إلى نظام تعليمها وعدالتها، وإذا أردت أن تعرف قوة تأثير دولة، فانظر إلى صناعتها ومخابر البحث فيها، وإذا أردت أن تعرف رقي دولة، أنظر إلى الحريات والحقوق فيها، وإن أردت أن تعرف قوة اقتصاد دولة، أنظر إلى نظامها المصرفي وإلى تطور النقل فيها جوا وبرا وبحرا. لكن إن أردت أن تعرف تطور هذا القطاع في الجزائر، فاسأل الوزير عمار غول ولا تنسى أن تصلي على النبي ويا ناس صلوا على النبي..عندما سألت صحفية التلفزيون منذ يومين وزير النقل عمار غول، عن إضراب في الخطوط الجوية الجزائرية أدى إلى إلغاء رحلات وتأخر أخرى بأربع ساعات وأكثر، وهناك من المسافرين من كان مريضا، وقد فاته موعد عملية جراحية خارج الوطن، ردّ بهذه الجملة “لم يكن هناك أي شيء، مشكل في المديرية وتم إنهاؤه والنبي وصلينا عليه”.. يا سي غول منذ 1962 ونحن نصلي على النبي، والخصلة الوحيدة لهذا النظام، أنه سيساهم في دخول أغلب الشعب إلى الجنة، من كثرة استغفاره وصلاته على النبي وتوحيده، بالنظر إلى المواقف التي يعجز معها عن إيجاد التعبير والتعليق المناسبين، إلا “سبحان الله، أستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وربي يجيب الخير.. نبينا وصلينا عليه.. فمتى تصلي أنت على نبينا وتقوم بواجبك كوزير وتتعامل مع الناس بكثير من الإنسانية وبعض الاحترام. إن المسؤولين في الجزائر يتعاملون مع الشعب الجزائري مثل ما يتعامل المستعمر، بفوقية وعدم تقدير وكأنهم يمنون على الشعب بتحمّلهم المسؤولية.. الشعب آخر همهم، وإن أرادوا أن يسترضوه، يقومون باستغبائه ببضع كلمات أو قرارات.. يقدم المسؤول في الدول المحترمة سيدي الوزير، استقالته في حالة أي خلل كبير يحدث في قطاعه، أو على الأقل، يقدم اعتذاره للمواطنين، ويعد بعدم تكرار المشكل وبتحمل القطاع الأضرار الناجمة عن هذا الخلل، فإن لم يكن هو، فمن يمثله أو المسؤول المباشر عن الأزمة، مثل المدير العام للخطوط الجوية في هذه الحالة، وتقوم الشركة بتعويض الناس عن التأخير، أو بتغيير مواعيد آخرين مثل الحالات المستعجلة خاصة منها المرضى.. لكن في هذا الزمن الغابر نصلي على النبي ونستغفر ونوحّد الله من كثرة ظواهر الانحطاط والتخلف، فعليكم سيدي الوزير أن تغيّروا من عاداتكم وتعاملكم مع الأزمات والفشل، أو علينا نحن أن نلعن الوضع وننتفض عليه.أتساءل كيف نلوم الغرب عن رؤيته للمسلمين بتلك الطريقة المنحطة، ونحن نلصق به ما نشاء من فشلنا وانحطاطنا وتخلّفنا، حتى أصبحت عبارة “الله غالب” لا تفارق أفواهها، و”ربي يجيب الخير”، رغم أن “الله يجيب الخير” لمن يسعى إلى الخير وليس العكس.. عندنا يُطلب من الجزائري أن يصلي على النبي، لأنهم يدركون أن حالات الفشل المتكررة، أصبحت ثقافة، بل تحولت مع الوقت إلى عقيدة لها أنبياءها ودعاتها وتابعيها أيضا، ولا أدري متى يُصلّي هذا النظام على النبي، ويُريح الجزائريين من هذا النوع من المسؤولين، الذين يبيعون الكلام في كل موضع يكونون فيه، والأمر لا يتعلق بوزير النقل فقط. إن المرحلة القادمة ستكون صعبة على الجزائر شعبا ونظاما، والجزائر ليست حمل أي اضطراب مهما كان بسيطا، وإن لم يجد هذا النظام الأشخاص المناسبين للمرحلة، فستعصف بالجزائر كل أنواع الأزمات، ولن يفيد يومها صلاتكم على النبي ولا استغفاركم.. فصلوا على النبي وتوكّلوا على الله وغيّروا قبل أن تجروا الجزائر إلى ما لا تحمد عقباه..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)