الجزائر

أيها العلماء انقذوا شبابنا من الضياع



أيها العلماء انقذوا شبابنا من الضياع
هل من حق كل شاب يمتلك خيمة أو طاولة في أي مكان أن يحرق نفسه إذا منعه رجال الأمن من نصبها مجددا ؟ وهل منع ممارسة التجارة في أماكن معينة يعتبر سلوك حضاري أم يعتبر ظلم و حرمان الناس من كسب قوت يومهم ؟ وهل نهوّن من ظاهرة حرق الشباب لأجسادهم ونقول إنها سلوك شباب مراهق أم نهوّل و نقول إنها ظاهرة خطيرة يجب معالجتها ؟ وهل سيبقى العلماء والدعاة ينظرون إلى الشباب والنار في أجسادهم مشتعلة أم أنهم سوف ينتصرون لهم ؟
لم أفهم لماذا يسير شبابنا على خطى البوعزيزي ، وكأنه أصبح القدوة الحسنة التي لابد أن يحتذوا بها وتتوراثها الأجيال القادمة ، لماذا لا يقتدون مثلا بإبن العنابي أوابن باديس أو بالابراهيمي أو بغيرهم من رجال الدين والفكر.. ويقدمون ما ينتظر منهم لبلادهم وللأمة العربية والاسلامية .. ؟
بالأمس أحرق شاب من ولاية جيجل نفسه بعدما طلب منه رجال الأمن إزالة خيمته لأن المكان ليس فضاء تجاري لنصب الخيم والطاولات .. دقائق بعد ذلك خرجت الحشود و اندلعت الفوضى وجرح 11 شخصا وتم تخريب عدد من الممتلكات العمومية ..
لو تأملنا في السِناريو جيدا .. طاولة في الطريق تمنعها مصالح الأمن ثم شاب يحرق نفسه إحتجاجا على ذلك، بعدها تخرج قوافل من الناس وتحرق كل ما في طريقها ويسقط الجرحى وأحيانا القتلى وتتحول البلاد إلى فوضى .. وهو ما يجعلني أعتقد بأن هناك جهات عدائية تختبئ وراء الشباب وتجعلهم دروعا بشرية لتنفيذ مخططاتها وصولا لأطماعها السياسية ..
هذا السيناريو يشبه كثيرا سيناريو سنوات الجمر .. عندما كانوا يلعبون على مشاعر الشباب ويقنعونهم بالجهاد في سبيل الله ويعدون من يستشهد منهم ب 72 حورية.. لقد نجحوا خلال تلك السنوات في تعبئة الشباب بأفكارهم الشيطانية ودفعت البلاد ثمنا فادحا .. هو نفس السيناريو يعاد تنفيذه اليوم من جديد بطريقة جديدة هي عنوانها " التغيير " .. وأمام كل هذا أرى أنه لم يبق إلا أن يخرج العلماء والمشايخ إلى الشوارع في حملة تحسيسية من خطورة هذه الظاهرة الغريبة التي استفحلت في اوساط الشباب .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)